وأخرج الطبراني والبيهقي في البعث والنشور عن يزيد بن شجرة أنه كان يقول : إذا صف الناس للصلاة وصفوا للقتال فتحت أبواب السماء، وأبواب الجنة، وأبواب النار، وزين الحور العين وأطلقن، فإذا أقبل الرجل قلن اللهم انصره، وإذا أدبر احتجبن عنه وقلن اللهم اغفر له. فانهكوا وجوه القوم، ولا تخزوا الحور العين، فإن أوّل قطرة تقطر من دم أحدكم يكفر عنه كل شيء عمله، وينزل إليه زوجتان من الحور العين يمسحان التراب عن وجهه ويقولان : قد أنالك ويقول : قد أنالكما. ثم يكسى مائة حلة ليس من نسج بني آدم ولكن من نبت الجنة، لو وضعت بين أصبعين لوسعن. وكان يقول : إن السيوف مفاتيح الجنة.
وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي بكر محمد بن أحمد التميمي قال : سمعت قاسم بن عثمان الجوعي يقول : رأيت في الطواف حول البيت رجلاً لا يزيد على قوله : اللهم قضيت حاجة المحتاجين وحاجتي لم تقض فقلت له : ما لك لا تزيد على هذا الكلام؟ فقال : أحدثك. كنا سبعة رفقاء من بلدان شتى، غزونا أرض العدو فاستؤسرنا كلنا، فاعتزل بنا لتضرب أعناقنا، فنظرت إلى السماء فإذا سبعة أبواب مفتحة عليها سبع جوار من الحور العين على كل باب جارية، فقدم رجل منا فضربت عنقه، فرأيت جارية في يدها منديل قد هبطت إلى الأرض حتى ضربت أعناق ستة وبقيت أنا، وبقي باب وجارية. فلما قدمت لتضرب عنقي استوهبني بعض رجاله فوهبني له، فسمعتها تقول : أي شيء فاتك يا محروم. !! وأغلقت الباب، وأنا يا أخي متحسر على ما فاتني. قال قاسم بن عثمان : أراه أفضلهم لأنه رأى ما لم يروا، وترك يعمل على الشوق.
وأخرج أبو داود والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات واللفظ له عن ابن مسعود : أن رسول الله ﷺ قال :« عجيب ربنا من رجلين : رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي، ورجل غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه فعلم ما عليه في الإنهزام وما له في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه. فيقول الله لملائكته : انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي، وشفقة مما عندي حتى أهريق دمه ».
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن أبي الدرداء عن النبي ﷺ قال :« ثلاثة يحبهم الله، ويضحك إليهم، ويستبشر بهم : الذي إذا انكشف فئة قاتل وراءها بنفسه لله تعالى فإما أن يقتل، وإما أن ينصره الله تعالى ويكفيه، فيقول : انظروا إلى عبدي كيف صبر لي نفسه. والذي له امرأة حسناء، وفراش لين حسن، فيقوم من الليل فيذر شهوته فيذكرني ويناجيني ولو شاء رقد، والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ونصبوا ثم هجعوا فقام من السحر في سراء أو ضراء ».


الصفحة التالية
Icon