فخرجنا مع رسول الله ﷺ وكنت أيسر جرحاً منه، فكنت إذا غلب حملته عقبة ومشى عقبة، حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون فخرج رسول الله ﷺ حتى انتهى إلى حمراء الأسد. وهي من المدينة على ثمانية أميال، فأقام بها ثلاثاً. الإثنين، والثلاثاء، والأربعاء، ثم رجع إلى المدينة. فنزل ﴿ الذين استجابوا لله والرسول.. ﴾ الآية «.
وأخرج ابن جرير عن إبراهيم قال : كان عبد الله من ﴿ الذين استجابوا لله والرسول ﴾.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله ﴿ من بعد ما أصابهم القرح ﴾ قال : الجراحات.
وأخرج سعيد بن منصور عن ابن مسعود أنه كان يقرأ ﴿ من بعد ما أصابهم القرح ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : افصلوا بينهما قوله ﴿ للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم، الذين قال لهم الناس ﴾.
وأخرج ابن جرير عن السدي قال : لما ندم أبو سفيان وأصحابه على الرجوع عن رسول الله ﷺ وأصحابه، وقالوا : ارجعوا فاستأصلوهم. فقذف الله في قلوبهم الرعب فهزموا، فلقوا أعرابياً فجعلوا له جعلاً، فقالوا له : إن لقيت محمداً وأصحابه فأخبرهم أنا قد جمعنا لهم. فأخبر الله رسوله ﷺ، فطلبهم حتى بلغ حمراء الأسد، فلقوا الأعرابي في الطريق فأخبرهم الخبر فقالوا :﴿ حسبنا الله ونعم الوكيل ﴾ ثم رجعوا من حمراء الأسد. فأنزل الله فيهم وفي الأعرابي الذي لقيهم ﴿ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم... ﴾ الآية.
وأخرج ابن سعد عن ابن أبزى ﴿ الذين قال لهم الناس ﴾ قال : أبو سفيان. قال لقوم : إن لقيتم أصحاب محمد فأخبروهم أنا قد جمعنا لهم جموعاً. فأخبروهم فقالوا ﴿ حسبنا الله ونعم الوكيل ﴾.
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس قال : استقبل أبو سفيان في منصرفه من أحد عيراً واردة المدينة ببضاعة لهم، وبينهم وبين النبي ﷺ جبال فقال : إن لكم عليّ رضاكم إن أنتم رددتم عني محمداً ومن معه، إن أنتم وجدتموه في طلبي أخبرتموه أني قد جمعت له جموعاً كثيرة، فاستقبلت العير رسول الله ﷺ فقالوا له : يا محمد إنا نخبرك أن أبا سفيان قد جمع لك جموعاً كثيرة، وأنه مقبل إلى المدينة، وإن شئت أن ترجع فافعل. فلم يزده ذلك ومن معه إلا يقيناً ﴿ وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ﴾ فأنزل الله ﴿ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا... ﴾ الآية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال » انطلق رسول الله ﷺ وعصابة من أصحابه بعدما انصرف أبو سفيان وأصحابه من أحد خلفهم حتى إذا كانوا بذي الحليفة، فجعل الأعراب والناس يأتون عليهم فيقولون لهم : هذا أبو سفيان مائل عليكم بالناس فقالوا ﴿ حسبنا الله ونعم الوكيل ﴾ فأنزل الله { الذين قال لهم الناس.