وأخرج البيهقي في الدلائل عن عمر « أن رسول الله ﷺ خرج وعمر بن الخطاب معه، فعرضت امرأة فقال لها النبي ﷺ : ادعي زوجك فدعته وكان ضراراً، فقال النبي ﷺ : ما تقول امرأتك يا عبدالله؟ فقال الرجل : والذي أكرمك ما جف رأسي منها. فقالت امرأته : ما مرة واحدة في الشهر. فقال لها النبي ﷺ : أتبغضينه؟ قالت : نعم. فقال النبي ﷺ : أدنيا رأسيكما فوضع جبهتها على جبهة زوجها، ثم قال : اللهم ألف بينهما وحبب أحدهما إلى صاحبه، ثم مر رسول الله ﷺ بسوق النمط ومعه عمر بن الخطاب، فطلعت امرأة تحمل ادما على رأسها، فلما رأت النبي طرحته وأقبلت فقبلت رجليه، فقال رسول الله ﷺ : كيف أنت وزوجك؟ فقالت : والذي أكرمك ما طارف، ولا تالد، ولا ولد، بأحب إلي منه. فقال رسول الله ﷺ : أشهد أني رسول الله. فقال عمر : وأنا أشهد أنك رسول الله ».
وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم في الدلائل من حديث جابر بن عبدالله. مثله.
وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي عن أبي ذر عن النبي ﷺ قال :« يصبح على كل سلامي من ابن آدم صدقة. تسليمه على من لقي صدقة، وأمره بالمعروف صدقه، ونهيه عن المنكر صدقة، وإماطته الأذى عن الطريق صدقة، وبضعه أهله صدقة. قالوا : يا رسول الله أحدنا يقضي شهوته وتكون له صدقة؟! قال : أرأيت لو وضعها في غير حلها ألم يكن يأثم ».
وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي ذرة قال : قلت :« يا رسول الله ذهب الأغنياء بالأجر. قال : ألستم تصلون، وتصومون، وتجاهدون، قلت : بلى، وهم يفعلون كما نفعل يصلون، ويصومون، ويجاهدون، ويتصدقون ولا نتصدق قال : إن فيك صدقة، وفي فضل سمعك صدقة على الذي لا يسمع تعبر عن حاجته صدقة، وفي فضل بصرك على الضرير تهديه إلى الطريق صدقة، وفي فضل قوتك على الضعيف تعينه صدقة، وفي إماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وفي مباضعتك أهلك صدقة، قلت : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويؤجر؟! قال : أرأيت لو جعلته في غير حله أكان عليك وزر؟ قلت : نعم. قال : أتحتسبون بالشر ولا تحتسبون بالخير ».
وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي ذر قال : قال رسول الله ﷺ « ولك في جماعك زوجتك أجر قلت : كيف يكون لي أجر في شهوتي؟ قال : أرأيت لو كان لك ولد فأدرك ورجوت خيره ثم مات أكنت تحتسبه؟ قلت : نعم. قال : فأنت خلقته؟ قلت : بل الله. قال : أفأنت هديته؟ قلت : بل الله هداه. قال : أفأنت كنت ترزقه؟قلت : بل الله يرزقه. قال : فكذلك فضعه في حلاله وجنبه حرامه، فإن شاء الله أحياه وإن شاء أماته ولك أجر ».


الصفحة التالية
Icon