وأخرج الطبراني في الأوسط عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله ﷺ « من صلى الصلوات لوقتها، وأسبغ لها وضوءها، وأتم لها قيامها، وخشوعها، وركوعها، وسجودها، خرجت وهي بيضاء مسفرة تقول : حفظك الله كما حفظتني، ومن صلى لغير وقتها، ولم يسبغ لها وضوءها، ولم يتم لها خشوعها، ولا ركوعها، ولا سجودها، خرجت وهي سوداء مظلمة تقول : ضيعك الله كما ضيعتني. حتى إذا كانت حيث شاء الله لفت كما يلف الثوب الخلق ثم يضرب بها وجهه ».
وأخرج محمد والطبراني وابن مردويه عن كعب بن عجرة قال « خرج علينا رسول الله ﷺ ونحن ننتظر صلاة الظهر فقال : هل تدرون ما يقول ربكم؟ قلنا : لا. قال : فإن ربكم يقول : من صلى الصلوات لوقتها، وحافظ عليها، ولم يضيعها استخفافاً بحقها فله عليّ عهد أن أدخله الجنة، ومن لم يصلها لوقتها ولم يحافظ عليها وضيعها استخفافاً بحقها فلا عهد له علي، إن شئت عذبته وإن شئت غفرت له ».
وأخرج الطبراني والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن مسعود أن النبي ﷺ خرج على أصحابه يوماً فقال لهم :« هل تدرون ما يقول ربكم تبارك وتعالى؟ قالوا : الله ورسوله أعلم! قالها ثلاثاً. قال : قال : وعزتي وجلالي، لا يصليها عبد لوقتها إلا أدخلته الجنة، ومن صلاها لغير وقتها إن شئت رحمته وإن شئت عذبته ».
وأخرج البزار والطبراني عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله ﷺ « إذا توضأ العبد فأحسن الوضوء، ثم قام إلى الصلاة فأتم ركوعها، وسجودها، والقراءة فيها. قالت : حفظك الله كما حفظتني ثم أصعد بها إلى السماء ولها ضوء ونور، وفتحت لها أبواب السماء، وإذا لم يحسن العبد الوضوء، ولم يتم الركوع، والسجود، والقراءة، قالت : ضيعك الله كما ضيعتني، ثم أصعد بها إلى السماء وعليها ظلمة، وغلقت أبواب السماء، ثم تلف كما يلف الثوب الخلق، ثم يضرب بها وجه صاحبها ».
وأخرج أحمد وابن حبان عن عبد الله بن عمرو « أن رجلاً جاء إلى النبي ﷺ فسأله عن أفضل الأعمال، فقال رسول الله ﷺ : الصلاة. قال : ثم مه؟ قال : ثم الصلاة. قال : ثم مه؟ قال : ثم الصلاة ثلاث مرات. قال : ثم مه؟ قال : ثم الجهاد في سبيل الله. قال الرجل : فإن لي والدين، قال رسول الله ﷺ : آمرك بالوالدين خيراً ».
وأخرج الطبراني عن طارق بن شهاب أنه بات عند سلمان لينظر ما اجتهاده، فقام يصلي من آخر الليل فكأنه لم ير الذي يظن، فذكر ذلك له فقال سلمان : حافظوا على هذه الصلوات الخمس فإنهن كفارات لهذه الجراحات ما لم يصب المقتلة، فإذا صلى الناس العشاء صدروا عن ثلاث ليال منازل، منهم من عليه ولا له، ومنهم من له ولا عليه، ومنهم من لا له ولا عليه، فرجل اغتنم ظلمة الليل وغفلة الناس فركب فرسه في المعاصي فذلك عليه ولا له، ومن له ولا عليه فرجل اغتنم ظلمة الليل وغفلة الناس فقام يصلي فذلك له ولا عليه، ومنهم من لا له ولا عليه فرجل صلى ثم نام فذلك لا له ولا عليه، إياك والحقحقة، وعليك بالقصد وداوم.