ولفظ أبي داود : حافظوا على الصلوات الخمس حيث ينادى بهن، فإنهن من سنن الهدى، وإن الله تبارك وتعالى شرع لنبيه سنن الهدى، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق بين النفاق، ولقد رأيتنا وأن الرجل ليهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف وما منكم من أحد إلا وله مسجد في بيته، ولو صليتم في بيوتكم وتركتم مساجدكم تركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لكفرتم.
وأخرج الترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة والحاكم وصححه عن أبي هريرة قال « سمعت رسول الله ﷺ يقول : إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، وإن انتقص من فريضته قال الرب : انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل به ما انتقص من الفريضة؟ ثم يكون سائر عمله على ذلك ».
وأخرج ابن ماجة والحاكم عن تميم الداري عن النبي ﷺ قال « أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فإن كان أكملها كتبت له كاملة، وإن لم يكن أكملها قال الله تعالى لملائكته : انظروا هل تجدون له من تطوّع فاكملوا به ما ضيع من فريضته؟ ثم الزكاة مثل ذلك، ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك ».
وأخرج الطبراني عن النعمان بن نوقل « أنه جاء إلى رسول الله ﷺ فقال : يا رسول الله أرأيت إذا صليت المكتوبة، وصمت رمضان، وحرمت الحرام، وأحللت الحلال، ولم أزد على ذلك، أأدخل الجنة؟ قال : نعم. قال : والله لا أزيد على ذلك شيئا ».
وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال « جاء أعرابي من بني سعد بن بكر إلى رسول الله ﷺ فقال : من خلقك؟ ومن خلق من قبلك؟ ومن هو خالق من بعدك؟ قال : الله. قال : فناشدتك بذلك أهو أرسلك؟ قال : نعم. قال : من خلق السموات السبع، والأرضين السبع، وأجرى بينهن الرزق؟ قال : الله. قال : فنشدتك بذلك أهو أرسلك؟ قال : نعم. قال : فإنا قد وجدنا في كتابك وأمرتنا رسلك أن نصلي بالليل والنهار خمس صلوات لمواقيتها، فنشدتك بذلك أهو أمرك؟ قال : نعم. قال : فإنا قد وجدنا في كتابك وأمرتنا رسلك أن نأخذ من حواشي أموالنا فنجعله في فقرائنا، فنشدتك بذلك أهو أمرك؟ قال : نعم. قال : والذي بعثك بالحق لاعملن بها ومن أطاعني من قومي. فضحك رسول الله ﷺ، ثم قال : لئن صدق ليدخلن الجنة ».
وأخرج أحمد والطبراني عن أبي الطفيل عامر بن واثلة « أن رجلاً مر على قوم فسلم عليهم، فردوا عليه السلام، فلما جاوزهم قال رجل منهم : والله إني لأبغض هذا في الله. فقال أهل المجلس : بئس والله ما قلت، أما والله لننبئنه، قم يا فلان فأخبره، فأدركه رسولهم فأخبره بما قال : فانصرف الرجل حتى أتى رسول الله ﷺ فقال : يا رسول الله مررت بمجلس من المسلمين فيهم فلان، فسلمت عليهم فردوا السلام، فلما جاوزتهم أدركني رجل منهم فأخبرني أن فلاناً قال : والله إني لأبغض هذا الرجل في الله، فادعه يا رسول الله فاسأله عمّ يبغضني؟ فدعاه رسول الله ﷺ، فسأله عما أخبره الرجل، فاعترف بذلك قال : فلم تبغضه؟ فقال : أنا جاره، وأنا به خابر، والله ما رأيته يصلي قط إلا هذه الصلاة المكتوبة التي يصليها البر والفاجر. قال : سله يا رسول الله هل رآني قط أخرتها عن وقتها، أو أسأت الوضوء لها، أو أسأت الركوع والسجود فيها؟ فسأله رسول الله ﷺ فقال : لا. قال : والله ما رأيته يصوم قط إلا هذا الشهر الذي يصومه البر والفاجر. قال : سله يا رسول الله هل رآني قط فرطت فيه أو انتقصت من حقه شيئاً؟ فسأله رسول الله ﷺ قال : لا. ثم قال : والله ما رأيته يعطي سائلاً قط، ولا رأيته ينفق من ماله شيئاً في شيء من سبيل الله إلا هذه الصدقة التي يؤديها البر والفاجر. قال : فسله يا رسول الله هل كتمت من الزكاة شيئاً قط، أو ما كست فيها طالبها؟ فسأله رسول الله ﷺ قال : لا. فقال له رسول الله ﷺ : قم إن أدري لعله خير منك ».