.. لقد رأيت على رسول الله ﷺ أحسن الحلل ونزل. ﴿ قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ﴾ [ الأعراف : ٣٢ ] قالوا : فما جاء بك؟ قلت : أخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول الله ﷺ، وختنه، وأوّل من آمن به، وأصحاب رسول الله ﷺ معه؟ قالوا : ننقم عليه ثلاثاً. قلت ما هن؟ قالوا : أولهن أنه حكم الرجال في دين الله وقد قال الله تعالى ﴿ إن الحكم إلا لله ﴾ [ الأنعام : ٥٧ ] قلت : وماذا؟ قالوا : وقاتل ولم يسب ولم يغنم، لئن كانوا كفاراً لقد حلت له أموالهم، ولئن كانوا مؤمنين لقد حرمت عليه دماؤهم. قلت : وماذا؟ قالوا : ومحا اسمه من أمير المؤمنين فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين.
قلت : أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله المحكم، وحدثتكم من سنة نبيه ﷺ ما لا تشكون أترجعون؟ قالوا : نعم. قلت : أما قولكم أنه حكم الرجال في دين الله، فإن الله تعالى يقول ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ﴾ [ المائدة : ٩٥ ] إلى قوله ﴿ يحكم به ذوا عدل منكم ﴾ [ المائدة : ٩٥ ] وقال في المرأة وزوجها ﴿ وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها ﴾ أنشدكم الله أفحكم الرجال في حقن دمائهم وأنفسهم وصلاح ذات بينهم أحق أم في أرنب فيها ربع درهم؟ قالوا اللهم في حقن دمائهم وصلاح ذات بينهم. قال : أخرجت من هذه؟ قالوا : اللهم نعم. وأما قولكم أنه قاتل ولم يسب ولم يغنم، أتسبون أمكم أم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها فقد كفرتم، وإن زعمتم أنها ليست بأمكم فقد كفرتم وخرجتم من الإسلام، إن الله تعالى يقول ﴿ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ﴾ [ الأحزاب : ٦ ] وأنتم تترددون بين ضلالتين فاختاروا أيتهما شئتم، أخرجت من هذه؟ قالوا : اللهم نعم. وأما قولكم محا اسمه من أمير المؤمنين، فإن رسول الله ﷺ دعا قريشاً يوم الحديبية على أن يكتب بينه وبينهم كتاباً فقال : اكتب. هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقالوا : والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال : والله إني لرسول الله وإن كذبتموني، اكتب يا علي محمد بن عبد الله ورسول الله كان أفضل من علي، أخرجت من هذه؟ قالوا : اللهم نعم. فرجع منهم عشرون ألفاً وبقي منهم أربعة آلاف فقتلوا.