وأخرج عبد الرزاق عن ابن التيمي قال : حلفت أن أضرب مملوكة لي فقال لي أبي : إنه قد بلغني أن النفس تدور في البدن فربما كان قرارها الرأس، وربما كان قرارها في موضع كذا وكذا - حتى عدد مواضع - فتقع الضربة عليها فتتلف فلا تفعل.
وأخرج أحمد في الزهد عن أبي المتوكل الناجي. أن أبا الدرداء كانت لهم وليدة، فلطمها ابنه يوماً لطمة فأقعده لها وقال : اقتصي... فقالت : قد عفوت... فقال : إن كنت عفوت فاذهبي فادعي من هناك من حرام فأشهديهم أنك قد عفوت. فذهبت فدعتهم فأشهدتهم أنها قد عفت. فقال : اذهبي فأنت لله وليت آل أبي الدرداء ينقلبون كفافاً.
وأخرج أحمد عن أبي قلابة قال : دخلنا على سلمان وهو يعجن، قلنا : ما هذا؟ قال : بعثنا الخادم في عمل فكرهنا أن نجمع عليها عملين.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله ﴿ إن الله لا يحب من كان مختالاً ﴾ قال : متكبراً ﴿ فخوراً ﴾ قال : بعدما أعطي وهو لا يشكر الله.
وأخرج أبو يعلى والضياء المقدسي في المختارة عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول :« إذا جمع الله الناس في صعيد واحد يوم القيامة، أقبلت النار يركب بعضها بعضاً، وخزنتها يكفونها وهي تقول : وعزة ربي لتخلن بيتي وبين أزواجي أو لأغشيّن الناس عنقاً واحداً. فيقولون : ومن أزواجك؟ فتقول كل متكبر جبار، فتخرج لسانها فتلقطهم به من بين ظهراني الناس، فتقذفهم في جوفها ثم تستأخر، ثم تقبل يركب بعضها بعضاً وخزنتها يكفونها وهي تقول : وعزة ربي لتخلي بيني وبين أزواجي أو لأغشين الناس عنقاً واحداً. فيقولون : ومن أزواجك؟ فتقول : كل مختال فخور، فتلقطهم بلسانها من بين ظهراني الناس فتقذفهم في جوفها، ثم تستأخر ويقضي الله بين العباد ».
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي في شعب الإيمان عن جابر بن عتيك قال : قال رسول الله ﷺ :« إن من الغيرة ما يحب الله ومنها ما يبغض الله، وإن من الخيلاء ما يحب الله ومنها ما يبغض الله. فأما الغيرة التي يجب الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغض الله فالغيرة في غير ريبة. وأما الخيلاء التي يحبها الله فاختيال الرجل بنفسه عند القتال واختياله عند الصدقة، والخيلاء التي يبغض الله فاختيال الرجل بنفسه في الفخر والبغي ».
وأخرج أحمد والحاكم وصححه عن جابر بن سليم الهجيمي قال :« أتيت رسول الله ﷺ في بعض طرق المدينة قلت : عليك السلام يا رسول الله، فقال : عليك السلام تحية الميت، سلام عليكم، سلام عليكم، سلام عليكم، أي هكذا فقل. قال فسألته عن الإزار؟ فأقنع ظهره وأخذ بمعظم ساقه فقال : ههنا ائتزر، فإن أبيت فههنا أسفل من ذلك، فإن أبيت فههنا فوق الكعبين، فإن أبيت فإن الله لا يحب كل مختال فخور. فسألته عن المعروف، فقال : لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تعطي صلة الحبل، ولو أن تعطي شسع النعل، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي، ولو أن تنحي الشيء من طريق الناس يؤذيهم، ولو أن تلقى أخاك ووجهك إليه منطلق، ولو أن تلقى أخاك فتسلم عليه، ولو أن تؤنس الوحشان في الأرض. وإن سبك رجل بشيء يعلمه فيك وأنت تعلم فيه نحوه فلا تسبه فيكون أجره لك ووزره عليه، وما سَرَّ أذنك أن تسمعه فاعمل به، وما ساء أذنك أن تسمعه فاجتنبه ».