أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والبخاري والترمذي والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن مسعود قال : قال لي رسول الله ﷺ :« اقرأ عليَّ قلت : يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال : نعم. إني أحب أن أسمعه من غيري. فقرأت سورة النساء حتى أتيت على هذه الآية ﴿ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ﴾ فقال : حسبك الآن.. فإذا عيناه تذرفان ».
وأخرج الحاكم وصححه عن عمرو بن حريث قال :« قال رسول الله ﷺ لعبد الله بن مسعود :» اقرأ. قال : أقرأ وعليك أنزل؟! قال : إني أحب أن أسمعه من غيري. فافتتح سورة النساء حتى بلغ ﴿ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد... ﴾ الآية. فاستعبر رسول الله ﷺ، وكف عبد الله « ».
وأخرج ابن أبي حاتم والبغوي في معجمه والطبراني بسند حسن عن محمد بن فضالة الأنصاري - وكان ممن صحب النبي ﷺ - « أن رسول الله ﷺ أتاهم في بني ظفر ومعه ابن مسعود، ومعاذ بن جبل، وناس من أصحابه، فأمر قارئاً فقرأ، فأتى على هذه الآية ﴿ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ﴾ فبكى حتى اضطرب لحياه وجنباه، وقال : يا رب هذا شهدت على من أنا بين ظهريه فكيف بمن لم أره؟ ».
وأخرج الطبراني عن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن أبيه عن جده. « أن رسول الله ﷺ كان إذا قرأ هذه الآية ﴿ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ﴾ بكى رسول الله ﷺ، وقال :» يا رب هذا شهدت على من أنا بين ظهريه فكيف بمن لم أره « ».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله ﴿ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد ﴾ قال : رسولها يشهد عليها أن قد أبلغهم ما أرسله الله به إليهم ﴿ وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ﴾ قال : كان النبي ﷺ إذا أتى عليها فاضت عيناه.
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود ﴿ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد ﴾ قال : قال رسول الله ﷺ :« شهيداً عليهم ما دمت فيهم فإذا توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم » والله تعالى أعلم.