وأخرج البيهقي عن المقدام أن رسول الله ﷺ قال :« أطيعوا أمراءكم، فإن أمروكم بما جئتكم به فإنهم يؤجرون عليه وتؤجرون بطاعتهم، وإن أمروكم بما لم آتكم به فهو عليهم وأنتم برآء من ذلك، إذا لقيتم الله قلتم : ربنا لا ظلم. فيقول : لا ظلم. فتقولون : ربنا أرسلت إلينا رسولاً فأطعناه بإذنك، واستخلفت علينا خلفاء فأطعناهم بإذنك، وأمرت علينا أمراء فأطعناهم بإذنك، فيقول : صدقتم هو عليهم، وأنتم منه برآء ».
وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ﷺ :« يكون عليكم أمراء تطمئن إليهم القلوب وتلين لهم الجلود، ثم يكون عليكم أمراء تشمئز منهم القلوب وتقشعر منهم الجلود. فقال رجل : أنقاتلهم يا رسول الله؟ قال : لا. ما أقاموا الصلاة ».
وأخرج البيهقي عن عبدالله عن النبي ﷺ قال :« إنكم سترون بعدي أثرة وأموراً تنكرونها. قلنا : فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال : أدوا الحق الذي عليكم واسألوا الله الذي لكم ».
وأخرج أحمد عن أبي ذر قال : خطبنا رسول الله ﷺ فقال :« إنه كائن بعدي سلطان فلا تذلوه، فمن أراد أن يذله فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، وليس بمقبول منه حتى يسد ثلمته التي ثلم، وليس بفاعل، ثم يعود فيكون فيمن يعزه. أمرنا رسول الله ﷺ أن لا نغلب على ثلاث : أن نأمر بالمعروف، وننهي عن المنكر، ونعلم الناس السنن ».
وأخرج أحمد عن حذيفة بن اليمان : سمعت رسول الله ﷺ يقول :« من فارق الجماعة واستذل الإمارة، لقي الله ولا وجه له عنده ».
وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي عبيدة بن الجراح قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول :« لا تسبوا السطان فإنهم فيء الله في أرضه ».
وأخرج ابن سعد والبيهقي عن أنس بن مالك قال : أمرنا أكابرنا من أصحاب محمد ﷺ أن لا نسب أمراءنا، ولا نغشهم، ولا نعصيهم، وأن نتقي الله ونصبر، فإن الأمر قريب.
وأخرج البيهقي عن علي بن أبي طالب قال : لا يصلح الناس إلا أمير بر أو فاجر. قالوا : هذا البر فكيف بالفاجر؟! قال : إن الفاجر يؤمن الله به السبل، ويجاهد به العدو، ويجيء به الفيء، ويقام به الحدود، ويحج به البيت، ويعبد الله فيه المسلم آمنا حتى يأتيه أجله.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ﴿ فإن تنازعتم في شيء ﴾ قال : فإن تنازع العلماء ﴿ فردوه إلى الله والرسول ﴾ قال : يقول : فردوه إلى كتاب الله وسنة رسوله. ثم قرأ ﴿ ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ﴾ [ النساء : ٨٣ ].
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ميمون بن مهران في الآية قال : الرد إلى الله، الرد إلى كتابه. والرد إلى رسوله ما دام حياً، فإذا قبض فإلى سنته.
وأخرج ابن جرير عن قتادة والسدي. مثله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ﴿ ذلك خير وأحسن تأويلاً ﴾ يقول : ذلك أحسن ثواباً وخير عاقبة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ﴿ وأحسن تأويلاً ﴾ قال : أحسن جزاء.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي ﴿ وأحسن تأويلاً ﴾ قال : عاقبة.


الصفحة التالية
Icon