فقالت : هذه التي تزعمون أنها تقتلني، والله لأقتلنها قبل أن تقتلني. فقام الرجل فزاولها وألقاها فقالت : والله لا يقتلها أحد غيري، فوضعت أصبعها عليها فشدختها، فطار السم حتى وقع بين الظفر واللحم، فاسودت رجلها فماتت، وأنزل الله على نبيه حين بعث ﴿ أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة ﴾.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة في قوله ﴿ وإن تصبهم حسنة ﴾ يقول :﴿ وإن تصبهم سيئة ﴾ قال : مصيبة ﴿ قل كل من عند الله ﴾ قال : النعم والمصائب.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية ﴿ وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك ﴾ قال : هذه في السراء والضراء. وفي قوله ﴿ ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ﴾ قال : هذه في الحسنات والسيئات.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ﴿ وإن تصبهم حسنة... ﴾ الآية. قال : إن هذه الآيات نزلت في شأن الحرب ﴿ قل كل من عند الله ﴾ قال : النصر والهزيمة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله ﴿ قل كل من عند الله ﴾ يقول : الحسنة والسيئة من عند الله، أما الحسنة فأنعم بها عليك، وأما السيئة فابتلاك الله بها. وفي قوله ﴿ ما أصابك من حسنة فمن الله ﴾ قال : ما فتح الله عليه يوم بدر وما أصاب من الغنيمة والفتح ﴿ وما أصابك من سيئة ﴾ قال : ما أصابه يوم أحد أن شج في وجهه وكسرت رباعيته.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مطرف بن عبد الله قال : ما تريدون من القدر ما يكفيكم، الآية التي في سورة النساء ﴿ وإن تصبهم حسنة.. ﴾ الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عطية العوفي عن ابن عباس في قوله ﴿ وما أصابك من سيئة فمن نفسك ﴾ قال : هذا يوم أحد يقول : ما كانت من نكبة فبذنبك وأنا قدرت ذلك عليك.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي صالح ﴿ وما أصابك من سيئة فمن نفسك ﴾ وأنا قدرتها عليك.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ﴿ وما أصابك من سيئة فمن نفسك ﴾ قال : عقوبة بذنبك يا ابن آدم. قال : وذكر لنا أن نبي الله ﷺ كان يقول :« لا يصيب رجلاً خدش عود، ولا عثرة قدم، ولا اختلاج عرق، إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر ».
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله ﴿ وما أصابك من سيئة فمن نفسك ﴾ قال : بذنبك كما قال لأهل أحد ﴿ أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ﴾ [ التوبة : ١٢٢ ] بذنوبكم.
وأخرج ابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن مجاهد قال : هي في قراءة أبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود « ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأنا كتبتها عليك ».
وأخرج ابن المنذر من طريق مجاهد. أن ابن عباس كان يقرأ « وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأنا كتبتها عليك » قال مجاهد : وكذلك في قراءة أبي وابن مسعود.