وأخرج ابن جرير عن سعيد قال « نزلت ﴿ لا يستوي القاعدون من المؤمنين... والمجاهدين في سبيل الله ﴾ فقال رجل أعمى : يا نبي الله فإني أحب الجهاد ولا أستطيع أن أجاهد. فنزلت ﴿ غير أولي الضرر ﴾ ».
وأخرج ابن جرير عن السدي قال « لما نزلت هذه الآية قال ابن أم مكتوم : يا رسول الله إني أعمى ولا أطيق الجهاد. فأنزل الله فيه ﴿ غير أولي الضرر ﴾ ».
وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير من طريق زياد بن فياض عن أبي عبد الرحمن قال : لما نزلت ﴿ لا يستوي القاعدون ﴾ قال عمرو بن أم مكتوم : يا رب ابتليتني فكيف أصنع؟ فنزلت ﴿ غير أولي الضرر ﴾.
وأخرج ابن سعد وابن المنذر من طريق ثابت عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال : لما نزلت ﴿ لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله ﴾ قال ابن أم مكتوم : أي رب أين عذري، أي رب أين عذري؟ فنزلت ﴿ غير أولي الضرر ﴾ فوضعت بينها وبين الأخرى، فكان بعد ذلك يغزو ويقول : ادفعوا إلي اللواء، وأقيموني بين الصفين فإني لن أفر.
وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال : نزلت في ابن أم مكتوم أربع آيات ﴿ لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر ﴾ ونزل فيه ﴿ ليس على الأعمى حرج ﴾ [ النور : ٦١ ] ونزل فيه ﴿ فإنها لا تعمى الأبصار... ﴾ [ الحج : ٤٦ ] الآية. ونزل فيه ﴿ عبس وتولى ﴾ [ عبس : ١ ] فدعا به النبي ﷺ، فأدناه وقربه وقال :« أنت الذي عاتبني فيك ربي ».
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال : لا يستوي في الفضل القاعد عن العدو والمجاهد درجة يعني فضيلة ﴿ وكلا ﴾ يعني المجاهد والقاعد المعذور ﴿ وفضل الله المجاهدين على القاعدين ﴾ الذين لا عذر لهم ﴿ أجراً عظيماً درجات ﴾ يعني فضائل ﴿ وكان الله غفوراً رحيماً ﴾ بفضل سبعين درجة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله ﴿ غير أولي الضرر ﴾ قال : أهل العذر.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج في قوله ﴿ فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة ﴾ قال : على أهل الضرر.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ﴿ وكلاً وعد الله الحسنى ﴾ أي الجنة والله يؤتي كل ذي فضل فضله.
وأخرج ابن جرير عن ابن جريج ﴿ وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً درجات منه ومغفرة ﴾ قال : على القاعدين من المؤمنين ﴿ غير أولي الضرر ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة ﴿ درجات منه ومغفرة ورحمة ﴾ قال : كان يقال : الإسلام درجة، والهجرة درجة في الإسلام، والجهاد في الهجرة درجة، والقتل في الجهاد درجة.