وقال الذين أسروا : يا رسول الله انك تعلم انا كنا نأتيك فنشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وأن هؤلاء القوم خرجنا معهم خوفاً؟ فقال الله ﴿ يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم ويغفر لكم ﴾ [ الأنفال : ٧٠ ] صنيعكم الذي صنعتم خروجكم مع المشركين على النبي ﷺ. ﴿ وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل ﴾ [ الأنفال : ٧١ ] خرجوا مع المشركين فأمكن منهم «.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال : كنت أنا وأمي من المستضعفين. أنا من الولدان، وأمي من النساء.
وأخرج عبد بن حميد والبخاري وابن جرير والطبراني والبيهقي في سننه عن ابن عباس أنه تلا ﴿ إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان ﴾ قال : كنت أنا وأمي ممن عذر الله.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي هريرة :»
أن رسول الله ﷺ كانو يدعو في دبر كل صلاة : اللهم خلص الوليد وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، وضعفة المسلمين من أيدي المشركين، الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً «.
وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال :»
بينا النبي ي ﷺ يصلي العشاء إذ قال : سمع الله لمن حمده. ثم قال قبل أن يسجد : اللهم نج عياش بن أبي ربيعة، اللهم نج سلمة بن هشام، اللهم نج الوليد بن الوليد، اللهم نج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف «.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عكرمة في قوله ﴿ إلا المستضعفين ﴾ يعني الشيخ الكبير، والعجوز، والجواري الصغار، والغلمان.
وأخرج ابن أبي شيبة عن محمد بن يحيى قال :»
مكث النبي ﷺ أربعين صباحاً يقنت في صلاة الصبح بعد الركوع، وكان يقول في قنوته : اللهم أنج الوليد بن الوليد، وعياش بن أبي ربيعة، والعاصي بن هشام، والمستضعفين من المؤمنين بمكة الذين ﴿ لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً ﴾ «.
وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال ﴿ الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم ﴾ إلى قوله ﴿ وساءت مصيراً ﴾ قال : كانوا قوماً من المسلمين بمكة، فخرجوا مع قومهم من المشركين في قتال، فقتلوا معهم، فنزلت هذه الآية ﴿ إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان ﴾ فعذر الله أهل العذر منهم، وهلك من لا عذر له قال ابن عباس : وكنت أنا وأمي ممن كان له عذر.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ﴿ لا يستطيعون حيلة ﴾ قوة.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ﴿ لا يستطيعون حيلة ﴾ قال : نهوضاً إلى المدينة ﴿ ولا يهتدون سبيلاً ﴾ طريقاً إلى المدينة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد ﴿ ولا يهتدون سبيلاً ﴾ طريقاً إلى المدينة. والله تعالى أعلم.


الصفحة التالية
Icon