وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير في قوله ﴿ وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء ﴾ قال : ما يتلى عليكم في أول السورة من المواريث، وكانوا لا يورثون امرأة ولا صبياً حتى يحتلم.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنسائي وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن عائشة في قوله ﴿ ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن ﴾ إلى قوله ﴿ وترغبون أن تنكحوهن ﴾ قالت : هو الرجل تكون عنده اليتيمة هو وليها ووراثها قد شركته في ماله حتى في العذق، فيرغب أن ينكحها، ويكره أن يزوّجها رجلاً فيشركه في ماله بما شركته فيعضلها، فنزلت هذه الآية.
وأخرج البخاري ومسلم وابن جرير وابن أبي حاتم عن عائشة قالت : ثم إن الناس استفتوا رسول الله ﷺ بعد هذه الآية فيهن، فأنزل الله ﴿ ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء ﴾ قالت : والذي ذكر الله أنه يتلى عليكم في الكتاب، الآية الأولى التي قال الله ﴿ وإن خفتم أن لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء ﴾ قالت : وقول الله ﴿ وترغبون أن تنكحوهن ﴾ رغبة أحدكم عن يتيمته التي تكون في حجره حين تكون قليلة المال والجمال، فنهوا أن ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها من يتامى النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال : كان الرجل في الجاهلية تكون عنده اليتيمة فيلقي عليها ثوبه، فإذا فعل ذلك لم يقدر أحد أن يتزوّجها أبداً، فإن كانت جميلة وهويها تزوّجها وأكل مالها، وإن كانت دميمة منعها الرجال أبداً حتى تموت، فإذا ماتت ورثها فحرم الله ذلك ونهى عنه، وكانوا لا يورثون الصغار ولا البنات وذلك قوله ﴿ لا تؤتونهن ما كتب لهن ﴾ فنهى الله عنه، وبيَّن لكل ذي سهم سهمه، صغيراً كان أو كبيراً.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة في الآية قال : كانت اليتيمة تكون في حجر الرجل فيها دمامة، فيرغب عنها أن ينكحها، ولا ينكحها رغبة في مالها.
وأخرج القاضي إسماعيل في أحكام القرآن عن عبد الملك بن محمد بن حزم. أن عمرة بنت حزم كانت تحت سعد بن الربيع فقتل عنها بأحد، وكان له منها ابنة، فأتت النبي ﷺ تطلب ميراث ابنتها، ففيها نزلت ﴿ ويستفتونك في النساء... ﴾ الآية.
وأخرج ابن المنذر من طريق ابن عون عن الحسن وابن سيرين في هذه الآية قال أحدهما : ترغبون فيهن، وقال الآخر : ترغبون عنهن.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن الحسن في قوله ﴿ وترغبون أن تنكحوهن ﴾ قال : ترعبون عنهن.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن عبيدة ﴿ وترغبون أن تنكحوهن ﴾ قال : ترغبون عنهن.


الصفحة التالية
Icon