قال : نعم أيها الملك، هذا ميت قد مات في بني إسرائيل فمرهما حتى يَدْعُوَا ربهما فيحييه لهما ففي ذلك آية بيِّنة، قال : فأتى بالميت فوضع عنده، فقاما وتوضآ ودعوا ربهما فرد عليه روحه وتكلم، فقال : أيها الملك إن في هذه لآية بينة، ولكن مرهما بغير ما أجمع أهل مملكتك، ثم قل لآلهتك، فإن كانت تقدر أن تضر هذين فليس أمرهما بشيء، وإن كان هذان يقدران أن يضرا آلهتك فأمرهما قوي، فجمع الملك أهل مملكته ودخل البيت الذي فيه الآلهة، فخر ساجداً هو ومن معه من أهل مملكته وخرَّ نسطور ساجداً، وقال : اللهم إني أسجد لك وأكيد هذه الآلهة أن تعبد من دونك، ثم رفع الملك رأسه فقال : إن هذين يريدان أن يبدلا دينكم ويدعوا إلى إله غيركم، فافقأوا أعينهما أو اجذموهما أو شلوهما، فلم تردَّ عليه الآلهة شيئاً، وقد كان نسطور أمر صاحبيه أن يحملا معهما فأساً، فقال : أيها الملك قل لهذين أيقدران أن يضرا آلهتك؟ قال : أتقدران على أن تضرا آلهتنا؟ قالا : خلِّ بيننا وبينها، فأقبلا عليها فكسراها، فقال نسطور : أما أنا فآمنت برب هذين، وقال الملك : وأنا آمنت برب هذين، وقال جميع الناس : آمنا برب هذين، فقال نسطور لصاحبيه : هكذا الرفق.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله ﴿ وكان الله عزيزاً حكيماً ﴾ قال : معنى ذلك أنه كذلك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس. أن يهودياً قال له : إنكم تزعمون أن الله كان عزيزاً حكيماً فكيف هو اليوم؟ قال ابن عباس : إنه كان من نفسه عزيزاً حكيماً.


الصفحة التالية
Icon