وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال : إن رجلاً من غطفان كان معه مال كثير لابن أخ له يتيم، فلما بلغ اليتيم طلب ماله فمنعه عنه، فخاصمه إلى النبي ﷺ. فنزلت ﴿ وآتوا اليتامى أموالهم ﴾ يعني الأوصياء يقول : أعطوا اليتامى أموالهم ﴿ ولا تتبدَّلوا الخبيث بالطيب ﴾ يقول : لا تتبدلوا الحرام من أموال الناس بالحلال من أموالكم. يقول : لا تبذروا أموالكم الحلال وتأكلوا أموالهم الحرام.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد ﴿ ولا تتبدَّلوا الخبيث بالطيب ﴾ قال : الحرام بالحلال. لا تعجل بالرزق الحرام قبل أن يأتيك الحلال الذي قدر لك ﴿ ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم ﴾ قال : لا تأكلوا أموالهم مع أموالكم تخلطونها فتأكلونها جميعاً ﴿ إنه كان حوباً كبيراً ﴾ قال : إثماً.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب ﴿ ولا تتبدَّلوا الخبيث بالطيب ﴾ قال : لا تعط مهزولاً وتأخذ سميناً.
وأخرج ابن جرير عن الزهري. مثله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم في الآية قال : لا تُعْطِ زائفاً وتأخذ جيداً.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال : كان أحدهم يأخذ الشاة السمينة من غنم اليتيم ويجعل فيها مكانها الشاة المهزولة، ويقول : شاة بشاة. ويأخذ الدرهم الجيد ويطرح مكانه الزيف، ويقول : درهم بدرهم.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال : كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء، ولا يورثون الصغار. يأخذه الأكبر فنصيبه من الخيرات طيب، وهذا الذي يأخذه خبيث.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ﴿ ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم ﴾ قال : مع أموالكم.
وأخرج ابن جرير عن الحسن قال : لما نزلت هذه الآية في أموال اليتامى، كرهوا أن يخالطوهم، وجعل ولي اليتيم يعزل مال اليتيم عن ماله. فشكوا ذلك إلى النبي ﷺ، فأنزل الله ﴿ ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم ﴾ قال : فخالطوهم واتقوا.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله ﴿ حوباً كبيراً ﴾ قال : إثماً عظيماً.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس حوباً قال : ظلماً.
وأخرج الطستي في مسائله وابن الأنباري في الوقف والإبتداء والطبراني عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله ﴿ حوباً ﴾ قال : إثماً بلغة الحبشة قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم. أما سمعت قول الأعشى الشاعر :

فإني وما كلفتموني من أمركم ليعلم من أمسى أعق وأحوبا
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة أنه كان يقرأ حوباً برفع الحاء.
وأخرج عن الحسن أنه كان يقرؤها ﴿ حوباً ﴾ بنصب الحاء.


الصفحة التالية
Icon