أما قوله تعالى :﴿ ورضيت لكم الإسلام ديناً ﴾.
أخرج ابن جرير عن قتادة قال « ذكر لنا أنه يمثل لأهل كل دين دينهم يوم القيامة، فأما الإيمان فيبشر أصحابه وأهله ويعدهم إلى الخير حتى يجيء الإسلام فيقول : رب أنت السلام وأنا الإسلام، فيقول : إياك اليوم أقبل وبك اليوم أجزي ».
وأخرج أحمد عن علقمة بن عبدالله المزني قال : حدثني رجل قال : كنت في مجلس عمر بن الخطاب فقال عمر لرجل من القوم : كيف سمعت رسول الله ﷺ ينعت الإسلام؟ قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول « إن الإسلام بدأ جذعاً، ثم ثنياً، ثم رباعياً، ثم سدسياً، ثم بازلاً » قال عمر : فما بعد البزول إلا النقصان.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ فمن اضطر ﴾ يعني إلى ما حرم مما سمي في صدر هذه السورة ﴿ في مخمصة ﴾ يعني مجاعة ﴿ غير متجانف لإثم ﴾ يقول : غير معتدٍ لإثم.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله ﴿ في مخمصة ﴾ قال : في مجاعة وجهد. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم أما سمعت الاعشى وهو يقول :

تبيتون في المشتى ملاء بطونكم وجاراتكم غرتي يبتن خمائصا
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله ﴿ فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم ﴾ قال : في مجاعة غير متعرض لإثم.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الآية قال : رخص للمضطر إذا كان غير متعمد لإثم أن يأكله من جهد، فمن بغى، أو عدا، أو خرج في معصية الله، فإنه محرم عليه أن يأكله.
وأخرج أحمد والحاكم وصححه « عن أبي واقد الليثي أنهم قالوا » يا رسول الله، إنا بأرض تصيبنا بها المخمصة فمتى تحل لنا الميتة؟ قال : إذا لم تصطبحوا، ولم تغتبقوا، ولم تحتفئوا بقلاً، فشأنكم بها « ».
وأخرج ابن سعد وأبو داود عن الفجيع العامري. أنه قال « يا رسول الله، ما يحل لنا من الميتة؟ فقال : ما طعامكم؟ قلنا : نغتبق ونصطبح. قال عقبة : قدح غدوة، وقدح عشية. قال : ذاك. وأبى الجوع، وأحل لهم الميتة على هذه الحال » وأخرج الحاكم وصححه عن سمرة بن جندب، أن النبي ﷺ قال « إذا رويت أهلك من اللبن غبوقاً فاجتنب ما نهى الله عنه من ميتة ».


الصفحة التالية
Icon