وأخرج عبد بن حميد عن وهب الذماري قال : مكتوب في الزبور « من اغتسل من الجنابة فإنه عبدي حقاً، ومن لم يغتسل من الجنابة فإنه عدوي حقاً ».
أما قوله تعالى :﴿ وإن كنتم مرضى ﴾ الآية.
أخرج عبد بن حميد عن عطاء قال :« احتلم رجل على عهد رسول الله ﷺ وهو مجذوم فغسلوه فمات، فقال رسول الله ﷺ » قتلوه قتلهم الله، ضيعوه ضيعهم الله « ».
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس. أنه كان يطوف بالبيت بعدما ذهب بصره، وسمع قوماً يذكرون المجامعة والملامسة والرفث ولا يدرون معناه، واحد أم شتى؟ فقال :« الله أنزل القرآن بلغة كل حي من أحياء العرب، فما كان منه لا يستحي الناس من ذكره فقد عناه، وما كان منه يستحي الناس فقد كناه، والعرب يعرفون معناه، لأن المجامعة والملامسة والرفث ووضع أصبعيه في أذنيه، ثم قال : ألا هو النيك ».
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس. أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى ﴿ أو لامستم النساء ﴾ قال : أو جامعتم النساء، وهذيل تقول اللمس باليد. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول :

يلمس الاحلاس في منزله بيديه كاليهودي المصل
وقال الأعشى :
ودارعة صفراء بالطيب عندنا للمس الندى ما في يد الدرع منتق
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ﴿ فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ﴾ قال : إن أعياك الماء، فلا يعييك الصعيد أن تضع فيه كفيك ثم تنفضهما فتمسح بهما يديك ووجهك، لا تعدو ذلك لغسل جنابة ولا لوضوء صلاة، ومن تيمم بالصعيد فصلى ثم قدر على الماء فعليه الغسل وقد مضت صلاته التي كان صلاها، ومن كان معه ماء قليل وخشي على نفسه الظمأ فليتيمم الصعيد، ويتبلغ بمائه، فإنه كان يؤمر بذلك والله أعذر بالعذر.
وأخرج عبد بن حميد والبخاري ومسلم عن عائشة قالت :« سقطت قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون المدينة، فأناخ رسول الله ﷺ وثنى رأسه في حجري راقداً، وأقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة، وقال : حبست الناس في قلادة؟ فبي الموت لمكان رسول الله ﷺ وقد أوجعني، ثم إن النبي ﷺ استيقظ وحضرت الصبح، فالتمس الماء فلم يوجد، فنزلت ﴿ يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم.. ﴾ الآية. فقال أسيد بن الحضير : لقد بارك الله فيكم يا آل أبي بكر ».
وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد وابن ماجة، عن عمار بن ياسر « أن رسول الله ﷺ عرس باولات الجيش ومعه عائشة، فانقطع عقد لها من جزع ظفار، فجلس ابتغاء عقدها ذلك حتى أضاء الفجر وليس مع الناس ماء، فأنزل الله على رسول الله ﷺ رخصة الطهر بالصعيد الطيب، فقام المسلمون مع رسول الله ﷺ فضربوا بأيديهم إلى المناكب، من بطون أيديهم إلى الابط ».


الصفحة التالية
Icon