أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الدلائل عن جابر بن عبدالله « أن النبي ﷺ نزل منزلاً فتفرق الناس في العضاه يستظلون تحتها، فعلق النبي ﷺ سلاحه بشجرة، فجاء أعرابي إلى سيفه فأخذه فَسَلَّهُ، ثم أقبل على النبي ﷺ فقال : من يمنعك مني؟ قال : الله... قال الأعرابي : مرتين أو ثلاثاً من يمنعك مني؟ والنبي ﷺ يقول : الله... » فشام الأعرابي السيف، فدعا النبي ﷺ أصحابه، فأخبرهم بصنيع الأعرابي وهو جالس إلى جنبه لم يعاقبه « قال معمر : وكان قتادة يذكر نحو هذا، ويذكر أن قوماً من العرب أرادوا أن يفتكوا بالنبي ﷺ، فأرسلوا هذا الأعرابي ويتألوا ﴿ اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم.. ﴾ الآية.
وأخرج الحاكم وصححه »
عن جابر قال : قاتل رسول الله ﷺ محارب خصفة بنخل، فرأوا من المسلمين غرة، فجاء رجل منهم يقال له غورث بن الحارث، قام على رأس رسول الله ﷺ وقال : من يمنعك؟ قال : الله فوقع السيف من يده، فأخذه النبي ﷺ، وقال : من يمنعك؟ قال : كن خير آخذ. قال : تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قال : أعاهدك أن لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك فخلى سبيله «، فجاء إلى قومه فقال : جئتكم من عند خير الناس، فلما حضرت الصلاة صلى رسول الله ﷺ صلاة الخوف، فكان الناس طائفتين : طائفة بإزاء العدو، وطائفة تصلي مع رسول الله ﷺ، فانصرفوا فكانوا موضع أولئك الذين بإزاء عدوهم، وجاء أولئك فصلى بهم رسول الله ﷺ ركعتين، فكان للناس ركعتين ركعتين وللنبي ﷺ أربع ركعات ».
وأخرج ابن إسحاق وأبو نعيم في الدلائل من طريق الحسن. أن رجلاً من محارب يقال له غورث بن الحارث قال لقومه : أقتل لكم محمداً؟ قالوا له : كيف تقتله؟! فقال : أفتك به، فأقبل إلى رسول الله ﷺ وهو جالس وسيفه في حجره فقال : يا محمد، أنظر إلى سيفك هذا، قال : نعم، فأخذه فاستله وجعل يهزه ويهم فيكبته الله فقال : يا محمد، ما تخافني وفي يدي السيف؟ ورده إلى رسول الله ﷺ، فأنزل الله ﴿ يا أيها الذين أمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ همَّ قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكفَّ أيديهم عنكم... ﴾ الآية.
وأخرج أبو نعيم في الدلائل من طريق عطاء والضحاك عن ابن عباس قال


الصفحة التالية
Icon