قال : يا أبا بكر، قال : لبيك... قال : اشتره. قال : فاشتراني أبو بكر فاعتقني، فلبثت ما شاء الله أن ألبث، ثم أتيته فسلمت عليه وقعدت بين يديه، فقلت : يا رسول الله، ما تقول في دين النصارى؟ قال : لا خير فيهم ولا في دينهم، فدخلني أمر عظيم فقلت في نفسي : هذا الذي كنت معه ورأيت منه ما رأيت، أخذ بيد المقعد فأقامه الله على يديه، لا خير في هؤلاء ولا في دينهم، فانصرفت وفي نفسي ما شاء الله، فأنزل الله بعد على النبي ﷺ ﴿ ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون ﴾ إلى آخر الآية.
فقال النبي ﷺ عليَّ بسلمان، فأتاني الرسول فدعاني وأنا خائف، فجئت حتى قعدت بين يديه، فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون ﴾ إلى آخر الآية. فقال : يا سلمان، أولئك الذين كنت معهم وصاحبك لم يكونوا نصارى إنما كانوا مسلمين، فقلت : يا رسول الله، فوالذي بعثك بالحق لقد أمرني باتباعك. فقلت له : وإن أمرني بترك دينك وما أنت عليه، فأتركه؟ قال : نعم، فاتركه فإن الحق وما يحب الله فيما يأمرك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ﴿ قسيسين ﴾ قال : علماؤهم.
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال : القسيسون. عبادهم.
وأخرج ابن جرير عن ابن إسحاق قال : سألت الزهري عن هذه الآية ﴿ ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون ﴾ وقوله ﴿ وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ﴾ [ الفرقان : ٦٣ ] قال : ما زلت أسمع علماءنا يقولون : نزلت في النجاشي وأصحابه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه من طرق عن ابن عباس في قوله ﴿ فاكتبنا مع الشاهدين ﴾ قال : أمة محمد ﷺ. وفي لفظ : قال : يعنون بالشاهدين محمداً ﷺ وأمته، أنهم قد شهدوا له أنه قد بلِّغ، وشهدوا للمرسلين أنهم قد بلغوا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ﴿ ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين ﴾ قال : القوم الصالحون رسول الله ﷺ وأصحابه رضي الله عنهم.


الصفحة التالية