وأخرج محمد بن نصر المروزي في كتاب الصلاة والخرائطي في مكارم الأخلاق عن معاذ بن جبل قال « كنا مع النبي ﷺ، فتقدمت به راحلته، ثم إن راحلتي لحقت براحلته حتى تصحب ركبتي ركبته، فقلت : يا رسول الله، إني أريد أن أسألك عن أمر يمنعني مكان هذه الآية ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم ﴾ قال : ما هو يا معاذ؟ قلت : ما العمل الذي يدخلني الجنة وينجيني من النار؟ قال : قد سألت عن عظيم وإنه يسير، شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وإقام الصلاة، وايتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان، ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروته؟ أما رأس الأمر فالإسلام، وعموده الصلاة، وأما ذروته فالجهاد، ثم قال : الصيام جنة، والصدقة تكفر الخطايا، وقيام الليل، وقرأ ﴿ تتجافى جنوبهم عن المضاجع... ﴾ إلى آخر الآية. ثم قال : ألا أنبئكم ما هو أملك بالناس من ذلك؟ ثم أخرج لسانه فأمسكه بين أصبعيه، فقلت : يا رسول الله، أكل ما نتكلم به يكتب علينا؟ قال : ثكلتك أمك... ؟ وهل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم؟ إنك لن تزال سالماً ما أمسكت، فإذا تكلمت كتب عليك أو لك ».