أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله ﴿ إنما التوبة على الله... ﴾ الآية. قال : هذه للمؤمنين. وفي قوله ﴿ وليست التوبة للذين يعملون السيئات... ﴾ قال : هذه لأهل النفاق ﴿ ولا الذين يموتون وهم كفار... ﴾ قال : هذه لأهل الشرك.
وأخرج ابن جرير عن الربيع قال : نزلت الأولى في المؤمنين، ونزلت الوسطى في المنافقين، والأخرى في الكفار.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من وجه آخر عن أبي العالية « أن أصحاب رسول الله ﷺ كانوا يقولون : كل ذنب أصابه عبد فهو جهالة ».
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة قال : اجتمع أصحاب محمد ﷺ فرأوا أن كل شيء عصي به فهو جهالة، عمداً كان أو غيره.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن مجاهد في قوله ﴿ جهالة ﴾ قال : كل من عصى ربه فهو جاهل حتى ينزع عن معصيته.
وأخرج ابن جرير من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله ﴿ إنما التوبة على الله... ﴾ الآية. قال : من عمل السوء فهو جاهل من جهالته عمل السوء ﴿ ثم يتوبون من قريب ﴾ قال : في الحياة والصحة.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله ﴿ ثم يتوبون من قريب ﴾ قال ﴿ القريب ﴾ ما بينه وبين أن ينظر إلى ملك الموت.
وأخرج ابن جرير عن أبي مجلز قال : لا يزال الرجل في توبة حتى يعاين الملائكة.
وأخرج ابن جرير عن محمد بن قيس قال ﴿ القريب ﴾ ما لم تنزل به آية من آيات الله أو ينزل به الموت.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في الشعب عن الضحاك في الآية قال : كل شيء قبل الموت فهو قريب له التوبة، ما بينه وبين أن يعاين ملك الموت، فإذا تاب حين ينظر إلى ملك الموت فليس له ذاك.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة في الآية قال : الدنيا كلها قريب، والمعاصي كلها جهالة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن ﴿ ثم يتوبون من قريب ﴾ قال : ما لم يغرغر.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عمر في الآية قال : لو غرغر بها - يعني المشرك بالإسلام - لرجوت له خيراً كثيراً.
وأخرج ابن جرير عن الحسن قال : بلغني أن رسول الله ﷺ قال :« إن إبليس لما رأى آدم أجوف قال : وعزتك لا أخرج من جوفه ما دام فيه الروح. فقال الله تبارك وتعالى : وعزتي لا أحول بينه وبين التوبة ما دام الروح فيه ».