وأخرج ابن المنذر عن مجاهد ﴿ ولا تقتلوا أنفسكم ﴾ لا يقتل بعضكم قال : بعضاً.
وأخرج ابن جرير عن عطاء بن أبي رباح. مثله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن السدي ﴿ ولا تقتلوا أنفسكم ﴾ قال : أهل دينكم.
وأخرج أحمد وأبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عمرو بن العاص قال :« بعثني رسول الله ﷺ عام ذات السلاسل، احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت به ثم صليت بأصحابي صلاة الصبح، فلما قدمت على رسول الله ﷺ، ذكرت ذلك له فقال : يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟ قلت : نعم يا رسول الله، إني احتلمت في ليلة باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، وذكرت قول الله ﴿ ولا تقتلوا أنفسكم ﴾ فتيممت ثم صليت. فضحك رسول الله ﷺ ولم يقل شيئاً ».
وأخرج الطبراني عن ابن عباس « أن عمرو بن العاص صلى بالناس وهو جنب، فلما قدموا على رسول الله ﷺ ذكروا ذلك له، فدعاه فسأله عن ذلك، فقال : يا رسول الله خشيت أن يقتلني البرد، وقد قال الله تعالى ﴿ ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً ﴾ فسكت عنه رسول الله ﷺ ».
وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن المنذر عن عاصم بن بهدلة. أن مسروقاً أتى صفين فقام بين الصفين فقال : يا أيها الناس أنصتوا، أرأيتم لو أن منادياً ناداكم من السماء فرأيتموه وسمعتم كلامه، فقال : إن الله ينهاكم عما أنتم فيه، أكنتم منتهين؟ قالوا : سبحان الله.. ! قال : فوالله لقد نزل بذلك جبريل على محمد، وما ذاك بأبين عندي منه، إن الله قال ﴿ ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً ﴾ ثم رجع إلى الكوفة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ﴿ ومن يفعل ذلك ﴾ يعني الأموال والدماء جميعاً ﴿ عدواناً وظلماً ﴾ يعني متعمداً إعتداء بغير حق ﴿ وكان ذلك على الله يسيراً ﴾ يقول : كان عذابه على الله هيناً.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جرير قال : قلت لعطاء : أرأيت قوله تعالى ﴿ ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً ﴾ في كل ذلك أم في قوله ﴿ ولا تقتلوا أنفسكم ﴾ ؟ قال : بل في قوله ﴿ ولا تقتلوا أنفسكم ﴾.


الصفحة التالية
Icon