قال : لعلك قرأت المفرد منه ولم تقرأ المضعف ﴿ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ﴾ ثم قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول « صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر حسنة » قال : صوم الدهر يذهب مغلة الصدر. قلت : وما مغلة الصدر؟ قال : رجز الشيطان.
وأخرج مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي عن أبي أيوب الأنصاري « سمعت رسول الله ﷺ يقول : من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فذاك صيام الدهر ».
وأخرج أحمد والبيهقي عن جابر بن عبد الله « أن رسول الله ﷺ قال : من صام رمضان وستة أيام من شوال فكأنما صام السنة كلها ».
وأخرج البزار والبيهقي عن ثوبان قال : قال رسول الله ﷺ قال :« صيام شهر بعشرة أشهر، وستة أيام بعده بشهرين، فلذك تمام السنة، يعني رمضان وستة أيام بعده ».
وأخرج ابن ماجة عن ثوبان عن رسول الله ﷺ « من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة ﴿ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ﴾ ».
وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال : كانت أولى خطبة خطبها رسول الله ﷺ بالمدينة « أنه قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال : أما بعد أيها الناس فقدموا لأنفسكم تعلمن والله ليضعفن أحدكم، ثم ليدعن غنمه ليس لها راع، ثم ليقولن له ربه ليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه : ألم يأتك رسولي فبلغك وآتيتك مالاً وأفضلت عليك فما قدمت لنفسك؟ فينظر يميناً وشمالاً فلا يرى شيئاً، ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم. فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق من تمرة فليفعل، ومن لم يجد فبكلمة طيبة فإن بها يُجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسلام على رسول الله ورحمة الله وبركاته، ثم خطب رسول الله ﷺ فقال : إن الحمد لله أحمده وأستعينه نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ان أحسن الحديث كتاب الله، قد أفلح من زينه الله في قلبه، وأدخله في الإِسلام بعد الكفر، واختاره على ما سواه من أحاديث الناس أنه أحسن الحديث وأبلغه، أحبوا من أحب الله، أحبوا الله من كل قلوبكم، ولا تملوا كلام الله تعالى وذكره، ولا تقسوا عنه قلوبكم فإنه من كل يختار الله ويصطفي فقد سماه خيرته من الأعمال، ومصطفاه من العباد، والصالح من الحديث، ومن كل ما أتى الناس من الحلال والحرام، فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، واتقوا الله حق تقاته، واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم، وتحابوا بروح الله بينكم، إن الله يغضب أن ينكث عهده، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ».


الصفحة التالية
Icon