وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وهناد بن السري وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في البعث عن حذيفة قال : أصحاب الأعراف قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، غدرت بهم سيئاتهم عن النار وقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة، جعلوا على سور بين الجنة والنار حتى يقضي بين الناس، فبينما هم كذلك إذا طلع عليهم ربهم، فقال لهم : قوموا فادخلوا الجنة فإني غفرت لكم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في البعث عن ابن عباس في قوله ﴿ وعلى الأعراف ﴾ قال : هو السور الذي بين الجنة والنار، وأصحابه رجال كانت لهم ذنوب عظام، وكان جسيم أمرهم لله، يقومون على الأعراف يعرفون أهل النار بسواد الوجوه وأهل الجنة ببياض الوجوه، فإذا نظروا إلى أهل الجنة طمعوا أن يدخلوها، وإذا نظروا إلى أهل النار تعوَّذوا بالله منها فأدخلهم الله الجنة، فذلك قوله ﴿ أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ﴾ [ الأعراف : ٤٩ ] يعني أصحاب الأعراف ﴿ ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ﴾ [ الأعراف : ٤٩ ].
وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله ﷺ :« توضع الميزان يوم القيامة فتوزن الحسنات والسيئات، فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال صؤابة دخل الجنة، ومن رجحت سيئاته على حسناته مثقال صؤابة دخل النار، قيل : يا رسول الله فمن استوت حسناته وسيئاته؟ قال أصحاب الأعراف ﴿ لم يدخلوها وهم يطمعون ﴾ ».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي زرعة بن عمرو بن حرير قال : سئل رسول الله ﷺ عن أصحاب الأعراف؟ فقال « هم آخر من يفصل بينهم من العباد، فإذا فرغ رب العالمين من الفصل بين العباد قال : أنتم قوم أخرجتكم حسناتكم من النار ولم تدخلوا الجنة، فأنتم عتقائي فارعوا من الجنة حيث شئتم ».
وأخرج البيهقي في البعث عن حذيفة أراه قال : قال رسول الله ﷺ « يجمع الناس يوم القيامة، فيؤمر بأهل الجنة إلى الجنة ويؤمر بأهل النار إلى النار، ثم يقال لأصحاب الأعراف : ما تنتظرون؟ قالوا : ننتظر أمرك. فيقال لهم : إن حسناتكم تجاوزت بكم النار أن تدخلوها، وحالت بينكم وبين الجنة خطاياكم فدخلوا الجنة بمغفرتي ورحمتي ».