قال : أي رب أي عبادك أحب إليك؟ قال : الذين يعودون المرضى، ويعزون الثكلى، ويشيعون الهلكى.
وأخرج ابن المنذر عن قتادة قال : لما قيل للجبال أنه يريد أن يتجلى تطاولت الجبال كلها وتواضع الجبل تجلى له.
وأخرج البيهقي في الشعب من طريق أحمد بن أبي الحواري عن أبي سليمان قال : إن الله اطلع في قلوب الآدميين فلم يجد قلباً أشد تواضعاً من قلب موسى عليه السلام فخصه بالكلام لتواضعه. قال. وقال غير أبي سليمان : أوحى الله إلى الجبال : إني مكلم عليك عبداً من عبيدي. فتطاولت الجبال ليكلمه عليها وتواضع الطور. قال إن قدر شيء كان، قال : فكلمه عليه لتواضعه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن العلاء بن كثيِّر قال : إن الله تعالى قال : يا موسى أتدري لم كلمتك؟ قال : لا يا رب قال : لأني لم أخلق خلقاً تواضع لي تواضعك.
وأخرج أحمد في الزهد وأبو نعيم في الحلية عن نوف البكالي قال : أوحى الله إلى الجبال إني نازل على جبل منكم، قال : فشمخت الجبال كلها إلا جبل الطور فإنه تواضع. قال : أرضى بما قسم لي فكان الأمر عليه. وفي لفظ إن قدر لي شيء فسيأتيني، فأوحى الله : إني سأنزل عليك بتواضعك لي ورضاك بقدرتي.
وأخرج الخطيب في تاريخه عن أبي خالد الأحمق قال : لما كلم الله تعالى موسى عرض إبليس على الجبل، فإذا جبريل قد وافاه فقال : أخّر يا لعين ايش تعمل ههنا؟! قال : جئت أتوقع من موسى ما توقعت من أبيه. فقال له جبريل : أخر يا لعين. ثم قعد جبريل يبكي حيال موسى، فأنطق الله الجبة فقالت : يا جبريل ايش هذا البكاء؟ قال : إني في القرب من الله، وإني لأشتهي أن اسمع كلام الله كما يسمعه موسى. قالت الجبة : يا جبريل أنا جبة موسى، وأنا على جلد موسى، أنا أقرب إلى موسى أو أنت، يا جبريل أنا لا أسمع ما تسمعه أنت.


الصفحة التالية
Icon