وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ﴿ واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا ﴾ قال : لتمام الموعد. وفي قوله ﴿ فلما أخذتهم الرجفة ﴾ قال : ماتوا ثم أحياهم.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي العالية في قوله ﴿ إن هي إلا فتنتك ﴾ قال : بليتك.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ﴿ إن هي إلا فتنتك ﴾ قال : مشيئتك.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : قال موسى : يا رب إن هذا السامري أمرهم أن يتخذوا العجل أرأيت الروح من نفحها فيه؟ قال الرب : أنا. قال : رب فأنت إذاً أضللتهم.
وأخرج ابن أبي حاتم عن راشد بن سعد. أن موسى لما أتى ربه لموعده قال : يا موسى، إن قومك افتتنوا من بعدك. قال : يا رب وكيف يفتنون وقد أنجيتهم من فرعون، ونجيتهم من البحر، وأنعمت عليهم؟ قال : يا موسى إنهم اتخذوا من بعدك عجلاً جسداً له خوار. قال : يا رب فمن جعل فيه الروح؟ قال : أنا. قال : فأنت أضللتهم يا رب. قال : يا موسى، يا رأس النبيين، يا أبا الحكماء، إني رأيت ذلك في قلوبهم فيسرته لهم.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي عمر العدني في مسنده وابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس قال : إن السبعين الذين اختارهم موسى من قومه إنما أخذتهم الرجفة لأنهم لم يرضوا بالعجل، ولم ينهوا عنه.
وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة قال : ذكر لنا أن أولئك السبعين كانوا يلبسون ثياب الطهرة ثياب يغزله وينسجه العذارى، ثم يتبرزون صبيحة ليلة المطر إلى البرية فيدعون الله فيها، فوالله ما سأل القوم يومئذ شيئاً إلا أعطاه الله هذه الأمة.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن. أن السبعين الذين اختار موسى من قومه كانوا يعرفون بخضاب السواد.


الصفحة التالية
Icon