وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن مردويه عن ابن عمر قال : قال رسول الله ﷺ « إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، وان الشهر كذا وكذا، وضرب بيده ست مرات وقبض واحدة ».
وأخرج أبو الشيخ من طريق مجالد. قال حدثني عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال : ما مات النبي ﷺ حتى قرأ وكتب، فذكرت هذا الحديث للشعبي فقال : صدق، سمعت أصحابنا يقولون ذلك.
قوله تعالى :﴿ الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإِنجيل ﴾.
أخرج ابن سعد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ﴿ الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإِنجيل ﴾ قال : يجدون نعته وأمره ونبوّته مكتوباً عندهم.
وأخرج ابن سعد عن قتادة قال : بلغنا أن نعت رسول الله صلى عليه وسلم في بعض الكتب محمد رسول الله ليس بفظ ولا غليظ ولا صخوب في الأسواق، ولا يجزى بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح، أمته الحمادون على كل حال.
وأخرج ابن سعد وأحمد عن رجل من الأعراب قال : جلبت حلوية إلى المدينة في حياة رسول الله ﷺ، فلما فرغت من بيعتي قلت : لألقين هذا الرجل ولأسمعن منه. فتلقاني بين أبي بكر وعمر يمشيان، فتبعتهما حتى أتيا على رجل من اليهود ناشر التوراة يقرؤها يعزي بها نفسه عن ابن له في الموت كأحسن الفتيان وأجمله، فقال رسول الله ﷺ « أنشدك بالذي أنزل التوراة، هل تجدني في كتابك ذا صفتي ومخرجي؟ فقال برأسه هكذا؛ أي لا. فقال ابنه : أي والذي أنزل التوراة إن لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. فقال : أقيموا اليهودي عن أخيكم، ثم ولي كفنه والصلاة عليه ».
وأخرج ابن سعد والبخاري وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن عطاء بن يسار قال : لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص قلت : أخبرني عن صفة رسول الله ﷺ. قال : أجل والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن ﴿ يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً ﴾ [ الأحزاب : ٤٥ ] وحرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا : لا إله إلا الله.


الصفحة التالية
Icon