فكتب إليه فأجابه ابن عباس : أما الشيء : فالماء، قال الله ﴿ وجعلنا من الماء كل شيء حي ﴾ واما لا شيء : فالدنيا تبيد وتفنى، وأما الدين الذي لا يقبل الله غيره : فلا إله إلا الله، وأما مفتاح الصلاة : فالله أكبر، وأما غرس الجنة. فلا حول ولا قوة إلا بالله، وأما صلاة كل شيء : فسبحان الله وبحمده، وأما الأربعة التي فيها الروح ولم يرتكضوا في أصلاب الرجال ولا أرحام النساء : فآدم، وحواء، وعصا موسى، والكبش الذي فدى الله به إسحق، واما الرجل الذي لا أب له : فعيسى ابن مريم، وأما الرجل الذي لا قوم له : فآدم، وأما القبر الذي جرى بصاحبه : فالحوت حيث سار بيونس في البحر، وأما قوس قزح : فأمان الله لعباده من الغرق، وأما البقعة التي طلعت عليها الشمس ولم تطلع عليها قبلها ولا بعدها : فالبحر حيث انفلق لبني إسرائيل، وأما الظاعن الذي ظعن مرة لم يظعن قبلها ولا بعدها : فجبل طور سيناء، كان بينه وبين الأرض المقدسة أربع ليال، فلما عصت بنو إسرائيل أطاره الله بجناحين من نور فيه ألوان العذاب، فأظله الله عليهم وناداهم مناد إن قبلتم التوراة كشفته عنكم وإلا ألقيته عليكم، فأخذوا التوراة معذورين فرده الله إلى موضعه، فذلك قوله ﴿ وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة... ﴾ الآية، وأما الشجرة التي نبتت من غير ماء : فاليقطينة التي أنبتت على يونس، وأما الذي تنفس بلا روح فالصبح. قال الله ﴿ والصبح إذا تنفس ﴾ [ التكوير : ١٨ ]، وأما اليوم : فعمل، وأما أمس : فمثل، وأما غد : فأجل وبعد غد فأمل، وأما البرق : فمخاريق بأيدي الملائكة تضرب بها السحاب، وأما الرعد : فاسم الملك الذي يسوق السحاب وصوته زجره، وأما المجرة : فأبواب السماء ومنها تفتح الأبواب، وأما المحو الذي في القمر فقول الله ﴿ وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل ﴾ [ الإِسراء : ١٢ ] ولولا ذلك المحو لم يعرف الليل من النهار ولا النهار من الليل. فبعث بها معاوية إلى قيصر، وكتب إليه جواب مسائله. فقال قيصر : ما يعلم هذا إلا نبي أو رجل من أهل بيت نبي. والله تعالى أعلم.