وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب في قوله ﴿ واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا ﴾ قال : كان يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعى به أجاب.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله ﴿ واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها ﴾ قال : هذا مثل ضربه الله لمن عرض عليه الهدى فأبى أن يقبله وتركه ﴿ ولو شئنا لرفعناه بها ﴾ قال : لو شئنا لرفعناه بإيتائه الهدى فلم يكن للشيطان عليه سبيل، ولكن الله يبتلي من يشاء من عباده ﴿ ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه ﴾ قال : أبى أن يصحب الهدى ﴿ فمثله كمثل الكلب... ﴾ الآية. قال : هذا مثل الكافر ميت الفؤاد كما أميت فؤاد الكلب.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله ﴿ واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها ﴾ قال : أناس من اليهود والنصارى والحنفاء ممن أعطاهم الله من آياته وكتابه ﴿ فانسلخ منها ﴾ فجعله مثل الكلب.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ﴿ ولو شئنا لرفعناه بها ﴾ قال : لدفعنا عنه بها ﴿ ولكنه أخلد إلى الأرض ﴾ قال : سكن ﴿ إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ﴾ إن تطرده بدابتك ورجليك وهو مثل الذي يقرأ الكتاب ولا يعمل به.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله ﴿ ولكنه أخلد إلى الأرض ﴾ قال : ركن نزع.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ﴿ إن تحمل عليه ﴾ قال : أن تسع عليه.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله ﴿ إن تحمل عليه يلهث ﴾ قال : الكلب منقطع الفؤاد لا فؤاد له مثل الذي يترك الهدى لا فؤاد له، إنما فؤاده منقطع كان ضالاً قبل وبعد.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن المعتمر قال : سئل أبو المعتمر عن هذه الآية ﴿ واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها ﴾ فحدث عن سيار أنه كان رجلا يقال له بلعام، وكان قد أوتي النبوّة، وكان مجاب الدعوة، ثم أن موسى أقبل في بني إسرائيل يريد الأرض التي فيها بلعام فرعب الناس منه رعباً شديداً، فأتوا بلعام فقالوا : ادع الله على هذا الرجل قال : حتى أؤامر ربي؟ فوامر في الدعاء عليهم، فقيل له : لا تدع عليهم فإن فيهم عبادي وفيهم نبيهم، فقال لقومه : قد وأمرت في الدعاء عليهم وإني قد نهيت. قال : فاهدوا إليه هدية فقبلها، ثم راجعوه فقالوا : ادع الله عليهم. فقال : حتى أوامر، فوامر فلم يحار إليه شيء.


الصفحة التالية
Icon