وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي من طريقه عن معمر عن أبي إسحق الهمداني عن ابن أبي حسين قال : قال رسول الله ﷺ « ألا أدلكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟ أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، قال البيهقي : هذا مرسل حسن ».
وأخرج ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق عن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ قال « لن ينال عبد صريح الإِيمان حتى يصل من قطعه، ويعفو عمن ظلمه، ويغفر لمن شتمه، ويحسن إلى من أساء إليه ».
وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : قال رسول الله ﷺ « إن مكارم الأخلاق عند الله أن تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، وتعطي من حرمك، ثم تلا النبي ﷺ ﴿ خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ﴾ ».
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال : رضي الله بالعفو وأمر به.
وأخرج أحمد والطبراني عن معاذ بن أنس عن رسول الله ﷺ قال « أفضل الفضائل أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتصفح عمن شتمك ».
وأخرج السلفي في الطيوريات عن نافع أن ابن عمر. كان إذا سافر أخرج معه سفيهاً يرد عنه سفاهة السفهاء.
وأخرج ابن عدي والبيهقي في الشعب عن ابن شوذب قال : كنا عند مكحول ومعنا سليمان بن موسى، فجاء رجل واستطال على سليمان وسليمان ساكت، فجاء أخ لسليمان فرد عليه، فقال مكحول : لقد ذل من لا سفيه له.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ خذ العفو ﴾ قال : خذ ما عفي لك من أموالهم ما أتوك به من شيء فخذه، وكان هذا قبل أن تنزل براءة بفرائض الصدقات وتفصيلها.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ﴿ خذ العفو ﴾ قال : خذ الفضل أنفق الفضل ﴿ وأمر بالعرف ﴾ يقول بالمعروف.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأرزق قال له : أخبرني ﴿ خذ العفو ﴾ قال : خذ الفضل من أموالهم، أمر الله النبي ﷺ أن يأخذ لك. قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم، أما سمعت عبيد بن الأبرص وهو يقول :
يعفو عن الجهل والسوآت كما | يدرك غيث الربيع ذو الطرد |
وأخرج أبو الشيخ عن السدي قال : نزلت هذه الآية ﴿ خذ العفو ﴾ فكان الرجل يمسك من ماله ما يكفيه ويتصدق بالفضل، فنسخها الله بالزكاة ﴿ وأمر بالعرف ﴾ قال : بالمعروف ﴿ وأعرض عن الجاهلين ﴾ قال : نزلت هذه الآية قبل أن تفرض الصلاة والزكاة والقتال، أمره الله بالكف ثم نسخها القتال، وأنزل ﴿ أُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا ﴾ [ الحج : ٣٩ ] الآية.