.. ؟ فوالذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب ما سلكتها قط ولا لي بها علم ولئن سرت حتى تأتي برك الغماد من ذي يمن لَنَسيرَنَّ معك، ولا نكونَنَّ كالذين قالوا لموسى ﴿ اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون ﴾ [ المائدة : ٢٤ ] ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا انا معكم متبعون، ولعلك أن تكون خرجت لأمر وأحدث الله إليك غيره، فانظر الذي أحدث الله إليك فامض له، فصل حبال من شئت، واقطع حبال من شئت، وعاد من شئت، وسالم من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت. فنزل القرآن على قول سعد ﴿ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ﴾ إلى قوله ﴿ ويقطع دابر الكافرين ﴾ وإنما رسول الله ﷺ يريد غنيمة مع أبي سفيان فأحدث الله إليه القتال «.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ﴿ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ﴾ قال : كذلك أخرجك ربك إلى قوله ﴿ يجادلونك في الحق ﴾ قال : القتال.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله ﴿ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ﴾ قال : خروج النبي ﷺ إلى بدر ﴿ وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون ﴾ قال : لطلب المشركين ﴿ يجادلونك في الحق بعدما تبين ﴾ انك لا تصنع إلا ما أمرك الله به ﴿ كأنما يساقون إلى الموت ﴾ حين قيل هم المشركون.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : لما شاور النبي ﷺ في لقاء العدوّ، وقال له سعد بن عبادة ما قال وذلك يوم بدر، أمر الناس فتعبوا للقتال وأمرهم بالشوكة، فكره ذلك أهل الايمان، فأنزل الله ﴿ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ﴾ إلى قوله ﴿ وهم ينظرون ﴾ أي كراهية لقاء المشركين.
وأخرج البزار وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عساكر عن عبد الرحمن بن عوف قال : نزل الإِسلام بالكره والشدّة فوجدنا خير الخير في الكره، خرجنا مع النبي ﷺ من مكة فأسكننا سبخة بين ظهراني حرة فجعل الله لنا في ذلك العلا والظفر، وخرجنا مع رسول الله ﷺ إلى بدر على الحال التي ذكر الله ﴿ وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون ﴾ إلى قوله ﴿ وهم ينظرون ﴾ فجعل الله لنا في ذلك العلا والظفر فوجدنا خير الخير في الكره.
وأخرج ابن جرير عن الزبيري قال : كان رجل من أصحاب رسول الله ﷺ يفسر ﴿ كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ﴾ خروج رسول الله ﷺ إلى العير.


الصفحة التالية
Icon