قالوا : نعم ما رأى هذا... ! فأطلع الله نبيه ﷺ على ذلك، فخرج هو وأبو بكر رضي الله عنه إلى غار في جبل يقال له ثور، وقام علي بن أبي طالب على فراش النبي ﷺ وباتوا يحرسونه يحسبون أنه النبي ﷺ، فلما أصبحوا ثاروا إليه فإذا هم بعلي رضي الله عنه. فقالوا : أين صاحبك؟ فقال : لا أدري... ! فاقتصوا أثره حتى بلغوا الغار ثم رجعوا، ومكث فيه هو وأبو بكر رضي الله عنه ثلاث ليال.
وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة رضي الله عنه. أن قريشاً اجتمعت في بيت وقالوا : لا يدخل معكم اليوم إلا من هو منكم، فجاء إبليس فقال له : من أنت؟ قال : شيخ من أهل نجد وأنا ابن أختكم. فقالوا : ابن أخت القوم منهم. فقال بعضهم : أوثقوه. فقال : أيرضى بنو هاشم بذلك؟ فقال بعضهم : أخرجوه. فقال : يؤويه غيركم. فقال أبو جهل : ليجتمع من كل بني أب رجل فيقتلوه. فقال إبليس : هذا الأمر الذي قال الفتى. فأنزل الله تعالى هذه الآية ﴿ وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك ﴾ إلى آخر الآية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ﴾ قال : كفار قريش أرادوا ذلك بمحمد ﷺ قبل أن يخرج من مكة.
وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : شرى علي رضي الله عنه نفسه ولبس ثوب النبي ﷺ ثم نام مكانه، وكان المشركون يحسبون أنه رسول الله ﷺ، وكانت من قريش تريد أن تقتل النبي ﷺ، فجعلوا يرمقون علياً ويرونه النبي ﷺ، وجعل علي رضي الله عنه يتصور فإذا هو علي رضي الله عنه، فقالوا : إنك للئيم، إنك لتتصوّر وكان صاحبك لا يتصوّرك ولقد استنكرناه منك.
وأخرج الحاكم وصححه عن علي بن الحسين رضي الله عنه وقال في ذلك :



الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
وقيت بنفسي خير من وطىء الحصى ومن طاف بالبيت العتيق والحجر
رسول الإِله خاف أن يمكروا به فنجاه ذو الطول الإِله من المكر
وبات رسول الله في الغار آمنا وفي حفظ من الله وفي ستر
وبت اراعيه وما يتهمونني وقد وطنت نفسي على القتل والاسر