فادركه الموت على تلك الحال فغفر له.
وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : طوبى لمن وجد في صحيفته بنداً من الاستغفار.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : من قال : أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه خمس مرات، غفر له وإن كان عليه مثل زبد البحر.
وأخرج أبو داود والترمذي في الشمائل والنسائي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال « انكسفت الشمس على عهد رسول الله ﷺ، فصلى رسول الله، فقام فلم يكد يركع، ثم ركع فلم يكد يسجد، ثم سجد فلم يكد يرفع، ثم رفع وفعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، ثم نفخ في آخر سجوده، ثم قال : رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم، رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وهم يستغفرون ونحن نستغفرك. ففرغ رسول الله ﷺ من صلاته وقد انمخضت الشمس ».
وأخرج الديلمي عن عثمان ابن أبي العاص قال : قال رسول الله « في الأرض أمانان : أنا امان، والاستغفار أمان، وأنا مذهوب بي ويبقى أمان الاستغفار، فعليكم بالاستغفار عند كل حدث وذنب ».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس في قوله ﴿ وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ﴾ قال : ما كان الله ليعذب قوماً وأنبياؤهم بين أظهرهم حتى يخرجهم ﴿ وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ﴾ يقول : وفيهم من قد سبق له من الله الدخول في الإِيمان : وهو الاستغفار. وقال للكافر ﴿ ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ﴾ [ آل عمران : ١٧٩ ] فيميز الله أهل السعادة من أهل الشقاوة ﴿ وما لهم ألا يعذبهم الله ﴾ فعذبهم يوم بدر بالسيف.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ﴾ ثم استثنى أهل الشرك فقال ﴿ وما لهم ألا يعذبهم الله ﴾.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والنحاس وأبو الشيخ عن الضحاك ﴿ وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ﴾ قال : المشركين الذين بمكة ﴿ وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ﴾ قال : المؤمنين بمكة ﴿ وما لهم ألا يعذبهم الله ﴾ قال : كفار مكة.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ﴿ وما لهم ألا يعذبهم الله ﴾ قال : عذابهم فتح مكة.
وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ﴿ وما لهم ألا يعذبهم الله ﴾ وهم يجحدون آيات الله ويكذبون رسله، وإن كان فيهم ما يدعون.


الصفحة التالية
Icon