وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : فضل عمر رضي الله عنه عن الناس بأربع : بذكره الأسارى يوم بدر فأمر بقتلهم فأنزل الله ﴿ لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ﴾، وبذكره الحجاب، أمر نساء النبي ﷺ فقالت زينب رضي الله عنها : وإنك لتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا؟ فأنزل الله ﴿ وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ﴾ [ الأحزاب : ٥٣ ]، ودعوة نبي الله اللهم أيد الإِسلام بعمر، ورأيه في أبي بكر رضي عنه كان أول الناس بايعه.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال « استشار النبي ﷺ أبا بكر وعمر رضي الله عنهما في أسارى بدر، فقال أبو بكر رضي الله عنه : يا رسول الله، استبق قومك وخذ الفداء. وقال عمر رضي الله عنه : يا رسول الله، اقتلهم. فقال رسول الله ﷺ : لو اجتمعتما ما عصيتكما، فأنزل الله ﴿ ما كان لنبي أن يكون له أسرى ﴾ الآية ».
وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ للأسارى يوم بدر « إن شئتم فاقتلوهم وإن شئتم فاديتم واستمتعتم بالفداء واستشهد منكم بعدتهم، فكان آخر السبعين ثابت بن قيس رضي الله عنه استشهد يوم اليمامة ».
وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي شيبة عن أبي عبيدة رضي الله عنه قال « نزل جبريل عليه السلام على النبي يوم بدر فقال : إن ربك يخبرك إن شئت أن تقتل هؤلاء الأسارى وان شئت أن تفادي بهم ويقتل من أصحابك مثلهم، فاستشار أصحابه، فقالوا : نفاديهم فنقوى بهم ويكرم الله بالشهادة من يشاء ».


الصفحة التالية
Icon