وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير رضي الله عنه « أن النبي ﷺ لم يقتل يوم بدر صبراً إلا ثلاثة. عقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحرث، وطعمة بن عدي، وكان النضر أسره المقداد ».
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال « اختلف الناس في أسارى بدر، فاستشار النبي ﷺ أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، فقال أبو بكر رضي الله عنه : فادهم. وقال عمر رضي الله عنه : اقتلهم. قال قائل : أرادوا قتل رسول الله ﷺ، وهدم الإِسلام ويأمره أبو بكر بالفداء... ! وقال قائل : لو كان فيهم أبو عمر أو أخوه ما أمره بقتلهم... ! فأخذ رسول الله ﷺ بقول أبي بكر ففاداهم رسول الله ﷺ، فأنزل الله ﴿ ولولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ﴾ فقال رسول الله ﷺ : إن كاد ليمسنا في خلاف ابن الخطاب عذاب عظيم، ولو نزل العذاب ما أفلت إلا عمر ».
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف والترمذي وصححه والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه من طريق أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما كان يوم بدر تعجل الناس إلى الغنائم فأصابوها قبل أن تحل لهم، فقال رسول الله ﷺ « إن الغنيمة لا تحل لأحد سود الرؤوس قبلكم، كان النبي وأصحابه إذا غنموا جمعوها ونزلت نار من السماء فأهلكتها، فأنزل الله هذه الآية ﴿ لولا كتاب من الله سبق... ﴾ إلى آخر الآيتين ».
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله ﴿ لولا كتاب من الله سبق ﴾ قال : يقول لولا أنه سبق في علمي أني سأحل المغانم ﴿ لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ﴾ قال : وكان العباس بن عبد المطلب يقول : أعطاني الله هذه الآية ﴿ يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى ﴾ [ الأنفال : ٧٠ ] وأعطاني بما أخذ مني أربعين أوقية أربعين عبداً.
وأخرج إسحق بن راهويه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم ﴾ يعني غنائم بدر قبل أن يحلها لهم يقول : لولا أني أعذب من عصاني حتى أتقدم إليه لمسكم عذاب عظيم.


الصفحة التالية