وأخرج أحمد والحاكم عن عبد الله بن عمرو عن النبي ﷺ قال « النافخان في السماء الثانية رأس أحداهما بالمشرق ورجلاه بالمغرب، وينتظران متى يؤمران أن ينفخا في الصور فينفخا ».
وأخرج عبد بن حميد والطبراني في الأوسط وأبو الشيخ في العظمة بسند حسن عن عبد الله بن الحارث قال « كنت عند عائشة وعندها كعب الحبر، فذكر إسرافيل فقالت عائشة : أخبرني عن إسرافيل؟ فقال كعب : عندكم العلم... ! قالت : أجل فأخبرني؟ قال : له أربعة أجنحة، جناحان في الهواء، وجناح قد تسربل به، وجناح على كاهله، والقلم على أذنه، فإذا نزل الوحي كتب القلم ثم درست الملائكة، وملك الصور جاث على إحدى ركبتيه وقد نصب الأخرى فالتقم الصور محنى ظهره، وقد أمر إذا رأى إسرافيل قد ضم جناحيه أن ينفخ في الصور. فقالت عائشة : هكذا سمعت رسول الله ﷺ يقول ».
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منبه قال : خلق الله الصور من لؤلؤة بيضاء في صفاء الزجاجة، ثم قال للعرش : خذ الصور فتعلق به، ثم قال : كن فكان إسرافيل، فأمره أن يأخذ الصور فأخذه وبه ثقب بعدد كل روح مخلوقة ونفس منفوسة لا تخرج روحان من ثقب واحد، وفي وسط الصور كوّة كاستدارة السماء والأرض، وإسرافيل واضع فمه على تلك الكوّة، ثم قال له الرب تعالى : قد وكلتك بالصور فأنت للنفخة والصيحة، فدخل إسرافيل في مقدم العرش فأدخل رجله اليمنى تحت العرش وقدم اليسرى، ولم يطرف منذ خلقه الله ينتظر متى يؤمر به.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي بكر الهذلي قال : إن ملك الصور وكل به أن إحدى قدميه لفي الأرض السابعة، وهو جاث على ركبتيه شاخص بصره إلى إسرافيل، ما طرف منذ خلقه الله تعالى ينتظر متى يشير إليه فينفخ في الصور.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ يوم ينفخ في الصور ﴾ قال : يعني النفخة الأولى، ألم تسمع أنه يقول ﴿ ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى ﴾ [ الزمر : ٦٨ ] يعني الثانية ﴿ فإذا هم قيام ينظرون ﴾ [ الزمر : ٦٨ ].
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة أنه قرأ ﴿ يوم ينفخ في الصور ﴾ أي في الخلق.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ عالم الغيب والشهادة ﴾ يعني أن عالم الغيب والشهادة هو الذي ينفخ في الصور.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ﴿ عالم الغيب والشهادة ﴾ قال : السر والعلانية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال : الشهادة ما قد رأيتم من خلقه، والغيب ما غاب عنكم مما لم تروه.