وأخرج ابن سعد عن الكلبي وأبي بكر بن قيس الجعفي قالا :« كانت جعفى يحرمون القلب في الجاهلية، فوفد إلى رسول الله ﷺ رجلان منهم قيس بن سلمة، وسلمة بن يزيد، وهما أخوان لأُم، فاسلما فقال لهما رسول الله ﷺ » بلغني أنكما لا تأكلان القلب. قالا : نعم. قال : فإنه لا يكمل إسلامكما إلا بأكله. ودعا لهما بقلب فشوي وأطعمه لهما. فقالا : يا رسول الله إن أمنا مليكة بنت الحلو، كانت تفك العاني، وتطعم البائس، وترحم الفقير، وإنها ماتت وقد وأدت بنية لها صغيرة فما حالها؟ فقال : الوائدة والموءودة في النار. فقاما مغضبين. فقال : إلي. فارجعا، فقال : وأمي مع أمكما. فأبيا ومضيا وهما يقولان : والله إن رجلاً أطعمنا القلب وزعم أن أمنا في النار لأهل أن لا يتبع، وذهبا فلقيا رجلاً من أصحاب رسول الله ﷺ معه إبل من إبل الصدقة، فأوثقاه وطردا الإِبل، فبلغ ذلك النبي ﷺ فلعنهما فيمن كان يلعن في قوله : لعن الله رعلاً وذكوان وعصية ولحيان، وابني مليكة من حريم وحران « ».
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ وقضى ربك ألاَّ تعبدوا إلا إياه ﴾ [ الإِسراء : ٢٣ ] إلى قوله ﴿ كما ربياني صغيراً ﴾ [ الإِسراء : ٢٤ ] قال : ثم استثنى فقال ﴿ ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ﴾ إلى قوله ﴿ عن موعدة وعدها إياه ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ فلما تبين له أنه عدوّ لله ﴾ قال : تبين له حين مات، وعلم أن التوبة قد انقطعت عنه.
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وأبو بكر الشافعي في فوائده والضياء في المختارة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لم يزل إبراهيم يستغفر لأبيه حتى مات، فلما مات تبين له أنه عدوّ لله فتبرأ منه.


الصفحة التالية
Icon