﴿ إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً ﴾ [ التوبة : ٣٩ ] ﴿ ما كان لأهل المدينة ﴾ [ التوبة : ١٢٠ ] الآية. قال المنافقون : هلك أهل البدو الذين تخلفوا عن محمد ﷺ ولم يغزوا معه، وقد كان ناس خرجوا إلى البدو وإلى قومهم يفقهونهم، فأنزل الله تعالى ﴿ وما كان المؤمنون لينفروا كافة ﴾ الآية. ونزلت ﴿ والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة ﴾ [ الشورى : ١٦ ] الآية.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله ﴿ وما كان المؤمنون لينفروا كافة ﴾ الآية. قال : ناس من أصحاب النبي ﷺ خرجوا في البوادي، فاصابوا من الناس معروفاً ومن الخصب ما ينتفعون به، ودعوا من وجدوا من الناس إلى الهدى فقال لهم الناس : ما نراكم إلا قد تركتم أصحابكم وجئتونا. فوجدوا في أنفسهم من ذلك تحرجاً واقبلوا من البادية كلهم حتى دخلوا على النبي ﷺ، فقال الله تعالى ﴿ فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ﴾ خرج بعض وقعد بعض يبتغون الخير ﴿ ليتفقهوا في الدين ﴾ وليسمعوا ما في الناس وما أنزل بعدهم ﴿ ولينذروا قومهم ﴾ قال : الناس كلهم إذا رجعوا إليهم ﴿ لعلهم يحذرون ﴾.