وأخرج أبو الشيخ عن بسطام بن مسلم قال : قلت لمعاوية بن قرة أن قتادة رضي الله عنه إذا أتى على هذه الآية قال : هي أعلى الأرض وأشرفها فقال : الله أعلم، أما أنا فسمعت منه حديثين فالله أعلم. قال بعضهم : فار منه الماء. وقال بعضهم فارت من النار، وفار التنور بكل لغة التنور.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ﴿ وفار التنور ﴾ قال : طلع الفجر. قيل له : إذا طلع الفجر فاركب أنت وأصحابك.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي ﴿ وفار التنور ﴾ قال : تنور الصبح.
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله ﴿ قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين ﴾ قال : في كلام العرب، يقولون للذكر والأنثى : زوجان.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مسلم بن يسار رضي الله عنه قال : أمر نوح عليه السلام أن يحمل معه من كل زوجين اثنين ومعه ملك فجعل يقبض زوجاً زوجاً وبقي العنب، فجاء إبليس فقال : هذا كله لي. فنظر نوح عليه السلام إلى الملك فقال : إنه لشريكك فأحسن شركته. فقال : نعم، لي الثلثان وله الثلث. قال : إنه شريكك فاحسن شركته فقال : لي النصف وله النصف. فقال إبليس : هذا كله لي. فنظر إلى الملك فقال : إنه شريكك فاحسن شركته. قال : نعم، لي الثلث وله الثلثان. قال : أحسنت وأني محسان، أنت تأكله عنباً وتأكله زبيباً وتشربه عصيراً ثلاثة أيام. قال مسلم : وكان يرون أنه إذا شربه كذلك فليس للشيطان نصيب.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال : لما ركب نوح عليه السلام السفينة كتب له تسمية ما حمل معه فيها، فقال : إنكم قد كتبتم الحبلة وليست ههنا. قالوا : صدقت أخذها الشيطان، وسنرسل من يأتي بها. فجيء بها وجاء الشيطان معها، فقيل لنوح : إنه شريكك فاحسن شركته. فذكر مثله وزاد بعد قوله : تشربه عصيراً وتطبخه، فيذهب ثلثاه خبثاً وحظ الشيطان منه، ويبقى ثلثه فتشربه.
وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال : لما حمل نوح عليه السلام الأسد في السفينة قال : يا رب إنه يسألني الطعام من أين أطعمه؟ قال : إني سوف أعقله عن الطعام. فسلط الله عليه الحمى، فكان نوح عليه السلام يأتيه بالكبش فيقول : ادر يأكل فيقول الأسد : آه.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الإِيمان وابن عساكر وابن النجار في تاريخهما عن مجاهد رضي الله عنه قال : مر نوح عليه السلام بالأسد وهو في السفينة فضربه برجله فخمشه الأسد فبات ساهراً، فبكى نوح من ذلك فأوحي إليه إنك ظلمته وإني لا أحب الظلم.


الصفحة التالية
Icon