وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه قال : لما حمل نوح عليه السلام في السفينة من كل شيء، حمل الأسد وكان يؤذي أهل السفينة فألقيت عليه الحمى.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي عبيدة رضي الله عنه قال : لما أمر نوح عليه السلام أن يحمل في السفينة من كل زوجين اثنين لم يستطع أن يحمل الأسد حتى ألقيت عليه الحمى فحمله فأدخله.
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق زيد بن أسلم عن أبيه. « أن رسول الله ﷺ قال : لما حمل نوح في السفينة من كل زوجين اثنين قال له أصحابه : وكيف نطمئن ومعنا الأسد؟ فسلط الله عليه الحمى. فكانت أول حمى نزلت الأرض. ثم شكوا الفأرة فقالوا الفويسقة تفسد علينا طعامنا ومتاعنا، فأوحى الله إلى الأسد فعطس فخرجت الهرة منه فتخبأت الفأرة منها ».
وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما كان نوح عليه السلام في السفينة قرض الفأر حبال السفينة، فشكا إلى الله تعالى ذلك، فأوحى الله إليه فمسح جبهة الأسد، فخرج سنوران وكان في السفينة عذرة، فشكا نوح إلى الله فأوحى الله إليه، فمسح ذنب الفيل فخرج خنزيران فأكلا العذرة.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : تأَذى أهل السفينة بالفأر، فعطس الأسد فخرج من منخره سنوران ذكر وأنثى، فأكلا الفأر إلا ما أراد الله أن يبقى منه، وأوذوا بأذى أهل السفينة فعطس الفيل فخرج من منخره خنزيران ذكر وأنثى فأكلا أذى أهل السفينة قال ولما أراد أن يدخل الحمار السفينة أخذ نوح بأذني الحمار وأخذ إبليس بذنبه، فجعل نوح عليه السلام يجذبه وجعل إبليس يجذبه، فقال نوح : ادخل شيطان فدخل الحمار ودخل إبليس معه، فلما سارت السفينة جلس في أذنابها يتغنى فقال له نوح عليه السلام : ويلك من أذن لك... ؟! قال : أنت. قال : متى. قال : إن قلت للحمار ادخل يا شيطان، فدخلت باذنك.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أول ما حمل نوح في الفلك من الدواب الدرة، وآخر ما حمل الحمار، فلما دخل الحمار أدخل صدره فتعلق إبليس بذنبه فلم تستقل رجلاه، فجعل نوح يقول : ويحك... ! ادخل يا شيطان. فينهض فلا يستطيع حتى قال نوح : ويحك... ! ادخل وإن كان الشيطان معك - كلمة زلت على لسانه - فلما قالها نوح خلى الشيطان سبيله، فدخل ودخل الشيطان معه فقال له نوح : ما أدخلك يا عدو الله؟ قال : ألم تقل ادخل وإن كان الشيطان معك؟ قال : اخرج عني.