وأخرج الأصبهاني في الترغيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : يوم عاشوراء اليوم الذي تاب الله فيه على آدم، واليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي، واليوم الذي فرق الله فيه البحر لبني إسرائيل، واليوم الذي ولد فيه عيسى، صيامه يعدل سنة مبرورة.
وأخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لما استقرت السفينة على الجودي لبث ما شاء الله، ثم إنه أذن له فهبط على الجبل، فدعا الغراب فقال : ائتني بخبر الأرض فانحدر الغراب وفيها الغرقى من قوم نوح فابطأ عليه فلعنه، ودعا الحمامة فوقع على كف نوح فقال : اهبطي فائتيني بخبر الأرض، فانحدر فلم يلبث إلا قليلاً حتى جاء ينفض ريشه في منقاره فقال : اهبط فقد أبينت الأرض. قال نوح : بارك الله فيك وفي بيت يؤويك وحببك إلى الناس، لولا أن يغلبك الناس على نفسك لدعوت الله أن يجعل رأسك من ذهب.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه قال : الجودي جبل بالجزيرة، تشامخت الجبال يومئذ من الغرق وتطاولت، وتواضع هو لله تعالى فلم يغرق، وأرسلت عليه سفينة نوح.
وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عطاء قال : بلغني أن الجبل تشامخ في السماء إلا الجودي، فعرف أن أمر الله سيدركه فسكن. قال : وبلغني أن الله تعالى استخبا أبا قبيس الركن الأسود.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه قال : الجودي جبل بالموصل.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه قال : أبقاها الله بالجودي من أرض الجزيرة عبرة وآية حتى رآها أوائل هذه الأمة، كم من سفينة قد كانت بعدها فهلكت.