قال : فإنها خطيئة رب إني أعوذ بك أن أسألك الآية.
وأخرخ أبو الشيخ عن ابن المبارك رضي الله عنه قال : لو أن رجلاً اتقى مائة شيء ولم يتق شيئاً واحداً لم يكن من المتقين، ولو تورع من مائة شيء ولم يتورع من شيء واحد لم يكن ورعاً، ومن كان فيه خلة من الجهل كان من الجاهلين، أما سمعت إلى ما قال نوح عليه السلام ﴿ إن ابني من أهلي ﴾ قال الله ﴿ إني أعظك أن تكون من الجاهلين ﴾.
وأخرج أبو الشيخ عن الفضيل بن عياض رضي الله عنه قال : بلغني أن نوحاً عليه السلام لما سأل ربه فقال : يا رب إن ابني من أهلي. فأوحى الله إليه. يا نوح ان سؤالك إياي أن ابني من أهلي عمل غير صالح ﴿ فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين ﴾ قال : فبلغني أن نوحاً عليه السلام بكى على قول الله ﴿ إني أعظك أن تكون من الجاهلين ﴾ أربعين عاماً.
وأخرج أحمد في الزهد عن وهيب بن الورد الحضرمي قال : لما عاتب الله نوحاً عليه السلام في ابنه، وأنزل عليه ﴿ إني أعظك أن تكون من الجاهلين ﴾ بكى ثلاثمائة حتى صارت تحت عينيه مثل الجدول من البكاء.