وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب العقوبات عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أغلق لوط على ضيفه الباب فجاؤوا فكسروا الباب فدخلوا، فطمس جبريل أعينهم فذهبت أبصارهم قالوا : يا لوط جئتنا بسحرة فتوعدوه، فأوجس في نفسه خيفة إذا قد ذهب هؤلاء يؤذونني. قال جبريل ﴿ لا تخف إنا رسل ربك... ﴾ إن موعدهم الصبح، قال لوط : الساعة. قال جبريل ﴿ أليس الصبح بقريب ﴾ قال : الساعة. فرفعت حتى سمع أهل سماء الدنيا نبيح الكلاب، ثم أقبلت ورموا بالحجارة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله ﴿ فأسر بأهلك ﴾ يقول : سر بهم.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله ﴿ بقطع من الليل ﴾ قال : جوف الليل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ بقطع ﴾ قال سواد من الليل.
وأخرج عبد الرزاق عن قتادة في قوله ﴿ بقطع من الليل ﴾ قال : بطائفة من الليل.
وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن ابن عباس رضي الله عنهما. أن نافع بن الأزرق رضي الله عنه قال له : أخبرني عن قول الله ﴿ فأسر بأهلك بقطع من الليل ﴾ ما القطع؟ قال : آخر الليل سحر. قال مالك بن كنانة :

ونائحة تقوم بقطع ليل على رجل أهانته شعوب
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ﴿ ولا يلتفت منكم أحداً ﴾ قال : لا يتخلف.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ ولا يلتفت منكم أحداً ﴾ قال : لا ينظر وراءه أحد ﴿ إلا امرأتك ﴾.
وأخرج أبو عبيد وابن جرير عن هرون رضي الله عنه قال : في حرف ابن مسعود رضي الله عنه « فاسر بأهلك بقطع من الليل إلا امرأتك ».
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال : ذكر لنا أنها كانت مع لوط لما خرج من الطرية، فسمعت الصوت فالتفتت، فأرسل الله عليها حجراً فأهلكها. فهي معلوم مكانها شاذة عن القوم، وهي في مصحف عبد الله « ولقد وفينا إليه أهله كلهم إلا عجوزاً في الغبر » قال : ولما قيل له إن موعدهم الصبح. قال : إني أريد أعجل من ذلك. قال ﴿ أليس الصبح بقريب ﴾.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال : قال لوط : أهلكوهم الساعة.


الصفحة التالية
Icon