وأخرج ابن أبي حاتم عن مسروق رضي الله عنه. أن امرأة جاءت إلى ابن مسعود رضي الله عنه فقالت : اتنهى عن المواصلة؟ قال : نعم. قالت : فلعله في بعض نسائك فقال : ما حفظت إذاً وصية العبد الصالح ﴿ وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ﴾.
وأخرج أحمد عن معاوية القشيري. أن أخاه مالكاً قال : يا معاوية إن محمداً أخذ جيراني فانطلق إليه، فانطلقت معه إليه فقال : دع لي جيراني فقد كانوا أسلموا، فأعرض عنه فقال : ألا والله إن الناس يزعمون أنك تأمر بالأمر وتخالف إلى غيره. فقال : أو قد فعلوها؟ لئن فعلت ذلك لكان علي وما كان عليهم.
وأخرج أبو الشيخ عن مالك بن دينار رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية ﴿ وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه ﴾ قال : بلغني أنه يدعى يوم القيامة بالمذكر الصادق، فيوضع على رأسه تاج الملك، ثم يؤمر به إلى الجنة فيقول : إلهي إن في مقام القيامة أقواماً قد كانوا يعينوني في الدنيا على ما كنت عليه. قال : فيفعل بهم مثل ما فعل به، ثم ينطلق يقودهم إلى الجنة لكرامته على الله.
وأخرج أبو الشيخ عن أبي إسحق الفزاري رضي الله عنه قال : ما أردت أمراً قط فتلوت عنده هذه الآية إلا عزم لي على الرشد ﴿ إن أريد إلا الإِصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ﴾.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ﴿ وإليه أنيب ﴾ قال : إليه أرجع.
وأخرج أبو نعيم في الحلية « عن علي قال : قلت : يا رسول الله أوصني قال » قل ربي الله ثم استقم. قلت : ربي والله وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب. قال : ليهنك العلم أبا الحسن، لقد شربت العلم شرباً ونهلته نهلاً « في إسناده محمد بن يونس الكريمي.


الصفحة التالية
Icon