وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ نبئنا بتأويله ﴾ قال : عبارته.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله ﴿ إني أراني أعصر خمراً ﴾ قال : هو بلغة عمان. وفي قوله ﴿ إنا نراك من المحسنين ﴾ قال : كان احسانه فيما ذكر لنا أنه كان يعزي حزينهم ويداوي مريضهم، ورأوا منه عبادة واجتهاداً فأحبوه به، وقال لما انتهى يوسف عليه السلام إلى السجن، وجد فيه قوماً قد انقطع رجاؤهم، واشتد بلاؤهم، وطال حزنهم، فجعل يقول : أبشروا، اصبروا تؤجروا، إن لهذا أجراً، إن لهذا ثواباً. فقالوا : يا فتى، بارك الله فيك. ما أحسن وجهك، وأحسن خلقك، وأحسن خلقك!... لقد بورك لنا في جوارك، إنا كنا في غير هذا منذ حبسنا لما تخبرنا من الأجر والكفارة والطهارة، فمن أنت يا فتى؟!!!... قال : أنا يوسف ابن صفي الله يعقوب ابن ذبيح الله إسحق ابن خليل الله إبراهيم، عليهم الصلاة والسلام، وكانت عليه محبة. وقال له عامل السجن : يا فتى، والله لو استطعت لخليت سبيلك، ولكن سأحسن جوارك، وأحسن آثارك، فكن في أي بيوت السجن شئت.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : دعا يوسف عليه السلام لأهل السجن فقال :« اللهم لا تعم عليهم الأخبار، وهون عليهم مر الأيام ».
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في شعب الإيمان، عن الضحاك رضي الله عنه؛ أنه سئل عن قوله ﴿ إنا نراك من المحسنين ﴾ ما كان إحسان يوسف عليه السلام؟ قال : كان إذا مرض إنسان في السجن قام عليه، وإذا ضاق عليه المكان أوسع له، وإذا احتاج جمع له.


الصفحة التالية
Icon