وأخرج الحاكم وصححه عن جابر رضي الله عنه قال :« ندب رسول الله ﷺ يوم حنين الأنصار فقال : يا معشر الأنصار. فأجابوه لبيك - بأبينا أنت وأمنا - يا رسول الله. قال » أقبلوا بوجوهكم إلى الله ورسوله يدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار. فأقبلوا ولهم حنين حتى أحدقوا به كبكبة تحاك مناكبهم يقاتلون حتى هزم الله المشركين « ».
وأخرج أبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال :« لما اجتمع يوم حنين أهل مكة وأهل المدينة أعجبتهم كثرتهم، فقال القوم : اليوم والله نقاتل، فلما التقوا واشتد القتال ولوا مدبرين، فندب رسول الله ﷺ الأنصار، فقال :» يا معشر المسلمين إلي عباد الله، أنا رسول الله. فقالوا : إليك - والله - جئنا، فنكسوا رؤوسهم ثم قاتلوا حتى فتح الله عليهم « ».
وأخرج الحاكم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال « أخذ رسول الله ﷺ يوم حنين وبرة من بعير، ثم قال : أيها الناس إنه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم قدر هذه إلا الخمس والخمس مردود عليكم، فأدوا الخيط والمخيط وإياكم والغلول فإنه عار على أهله يوم القيامة، وعليكم بالجهاد في سبيل الله فإنه باب من أبواب الجنة يذهب الله به الهم والغم، وكان رسول الله ﷺ يكره الأنفال، ويقول : ليرد قوي المؤمنين على ضعيفهم ».
وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : رأيتنا يوم حنين وإن الفئتين لموليتان، وعن عكرمة قال :« لما كان يوم حنين ولى المسلمون وولى المشركون، وثبت رسول الله ﷺ فقال » أنا محمد رسول الله ثلاث مرات - وإلى جنبه عمه العباس - فقال النبي ﷺ لعمه : يا عباس أذن يا أهل الشجرة، فأجابوه من كل مكان لبيك لبيك حتى أظلوه برماحهم، ثم مضى فوهب الله له الظفر، فأنزل الله ﴿ ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم ﴾ الآية « ».


الصفحة التالية
Icon