أخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : فأتاه الرسول فقال له : ألق عنك ثياب السجن، والبس ثياباً جدداً وقم إلى الملك، فدعا له أهل السجن - وهو يومئذ ابن ثلاثين سنة - فلما أتاه، رأى غلاماً حدثاً. فقال : أيعلم هذا رؤياي ولا يعلمها السحرة والكهنة؟!... وأقعده قدامه وقال له : لا تخف، وألبسه طوقاً من ذهب وثياب حرير وأعطاه دابة مسرجة مزينة كدابة الملك، وضرب الطبل بمصر أن يوسف عليه السلام خليفة الملك.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله ﴿ أستخلصه لنفسي ﴾ قال : أتخذه لنفسي.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن زيد العمي - رضي الله عنه - قال : لما رأى يوسف عليه السلام عزيز مصر قال : اللهم إني أسألك بخيرك من خيره، وأعوذ بعزتك من شره.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن أبي ميسرة - رضي الله عنه - قال : لما رأى العزيز لبق يوسف وكيسه وظرفه، دعاه. فكان يتغدى معه ويتعشى دون غلمانه، فلما كان بينه وبين المرأة ما كان، قالت : لم تدني هذا من بين غلمانك؟... مره فليتغد مع الغلمان. قال له : اذهب فتغد مع الغلمان. فقال له يوسف : أترغب أن تأكل معي... أنا والله يوسف بن يعقوب، نبي الله ابن إسحق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال الملك ليوسف : إني أحب أن تخالطني في كل شيء، إلا في أهلي، وأنا آنف أن تأكل معي. فغضب يوسف عليه السلام فقال : أنا أحق أن آنف، أنا ابن إبراهيم خليل الله، وأنا ابن إسحاق ذبيح الله، وأنا ابن يعقوب نبي الله.
وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه قال : أسلم الملك الذي كان معه يوسف عليه السلام.


الصفحة التالية
Icon