وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن سعد وابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإِيمان، عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه قال : سمعت نشيج عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وإني لفي آخر الصفوف في صلاة الصبح، وهو يقرأ ﴿ إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ﴾.
وأخرج عبد الرزاق والبيهقي، عن علقمة بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال : صليت خلف عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - العشاء، فقرأ سورة يوسف عليه السلام، فلما أتى على ذكر يوسف عليه السلام، نشج حتى سمعت نشيجه وأنا في مؤخر الصفوف.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة - رضي الله عنه - قال : ذكر لنا أن يعقوب عليه السلام، لم تنزل به شدة بلاء قط إلا أتاه حسن ظنه بالله من وراء بلائه.
وأخرج ابن المنذر عن عبد الرزاق - رضي الله عنه - قال : بلغنا أن يعقوب عليه السلام قال :« يا رب، أذهبت ولدي، وأذهبت بصري!... قال : بلى، وعزتي وجلالي وإني لأرحمك، ولأردنَّ عليك بصرك وولدك. وإنما ابتليتك بهذه البلية، لأنك ذبحت جملاً فشويته، فوجد جارك ريحه فلم تنله ».
وأخرج إسحق بن راهويه في تفسيره، وابن أبي الدنيا في كتاب الفرج بعد الشدة، وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط، وأبو الشيخ والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان، عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ :« كان ليعقوب عليه السلام أخ مؤاخ، فقال له ذات يوم : يا يعقوب، ما الذي أذهب بصرك؟ وما الذي قوس ظهرك؟ قال : أما الذي أذهب بصري، فالبكاء على يوسف. وأما الذي قوس ظهري، فالحزن على بنيامين. فأتاه جبريل عليه السلام فقال : يا يعقوب، إن الله تعالى يقرئك السلام ويقول لك : ما تستحي تشكوني إلى غيري؟ فقال يعقوب عليه السلام ﴿ إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ﴾ فقال جبريل عليه السلام : الله أعلم بما تشكو يا يعقوب. ثم قال يعقوب : أما ترحم الشيخ الكبير؟ أذهبت بصري وقوست ظهري، فاردد علي ريحانتي أشمه شمة قبل الموت، ثم اصنع بي ما أردت. فأتاه جبريل عليه السلام فقال : يا يعقوب، إن الله يقرئك السلام ويقول لك : أبشر وليفرح قلبك، فوعزتي لو كانا ميتين لنشرتهما لك. فاصنع طعاماً للمساكين، فإن أحب عبادي إلي : الأنبياء والمساكين. وتدري لم أذهبت بصرك وقوست ظهرك، وصنع إخوة يوسف به ما صنعوا؟ إنكم ذبحتم شاة فأتاكم مسكين وهو صائم فلم تطعموه منها شيئاً. فكان يعقوب عليه السلام إذا أراد الغداء أمر منادياً ينادي، ألا من أراد الغداء من المساكين فليتغد مع يعقوب، وإذا كان صائماً، أمر منادياً ألا من كان صائماً، من المساكين فليفطر مع يعقوب ».