قال ذاك لك، قالت : أصير شابة كلما كبرت. قال : ذاك لك. قالت : وأكون معك في درجتك يوم القيامة. فكأنه امتنع، فأمر أن يمضي لها ذلك ففعل، فدلته عليه فأخرجه، فكانت كلما كانت بنت خمسين سنة، صارت مثل ابنة ثلاثين سنة. حتى عمرت عمر نسرين ألف وستمائة سنة، أو ألف وأربعمائة سنة، حتى أدركها سليمان بن داود عليه السلام فتزوجها.
وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم، عن عروة بن الزبير - رضي الله عنه - قال : إن الله حين أمر موسى عليه السلام بالسير ببني إسرائيل، أمره أن يحتمل معه عظام يوسف عليه السلام، وأن لا يخلفها بأرض مصر، وأن يسير بها معه حتى يضعها بالأرض المقدسة، فسأل موسى عليه السلام عمن يعرف موضع قبره، فما وجد إلا عجوزاً من بني إسرائيل، فقالت : يا نبي الله، إني أعرف مكانه، إن أنت أخرجتني معك ولم تخلفني بأرض مصر، دللتك عليه. قال : أفعل. وقد كان موسى وعد بني إسرائيل أن يسير بهم إذا طلع الفجر، فدعا ربه أن يؤخر طلوعه حتى يفرغ من أمر يوسف، ففعل. فخرجت به العجوز حتى أرته إياه في ناحية من النيل في الماء، فاستخرجه موسى عليه السلام صندوقاً من مرمر فاحتمله.