وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن مجاهد - رضي الله عنه - ﴿ صنوان ﴾ قال : ثلاث نخلات في أصل واحد، كمثل ثلاثة من بني أب وأم يتفاضلون في العمل، كما يتفاضل ثمر هذه النخلات الثلاث في أصل واحد.
وأخرج ابن جرير عن الحسن - رضي الله عنه - في الآية قال : مثل ضربه الله تعالى لقلوب بني آدم، كما كانت الأرض في يد الرحمن طينة واحدة، فسطحها وبطحها، فصارت الأرض قطعاً متجاورة، فينزل عليها الماء من السماء، فتخرج هذه زهرتها وثمرها وشجرها، وتخرج نباتها وتحيي موتاها، وتخرج هذه سبخها وملحها وخبثها، وكلتاهما ﴿ يسقى بماء واحد ﴾ فلو كان الماء مالحاً، قيل إنما استبخت هذه من قبل الماء، كذلك الناس خلقوا من آدم، فينزل عليهم من السماء تذكرة فترق قلوب فتخشع وتخضع، وتقسو قلوب فتلهو وتسهو وتجفو، قال الحسن - رضي الله عنه - والله ما جالس القرآن أحد، إلا قام من عنده بزيادة أو نقصان. قال الله تعالى ﴿ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً ﴾ [ الإسراء : ٨٢ ].
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير، عن قتادة - رضي الله عنه - ﴿ صنوان ﴾ قال : الصنوان، النخلة التي يكون فيها نخلتان وثلاث، أصلهن واحد. قال : وحدثني رجل أنه كان بين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وبين العباس قول، فأسرع إليه العباس فجاء عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال : يا نبي الله، ألم تر عباساً؟ فعل بي وفعل، فأردت أن أجيبه فذكرت مكانك منه فكففت عنه. فقال : يرحمك الله، إن عم الرجل صنو أبيه.
وأخرج عبد الرزاق وابن جرير. عن مجاهد - رضي الله عنه - أن النبي ﷺ قال :« لا تؤذوني في العباس، فإنه بقية آبائي، وإن عم الرجل صنو أبيه ».
وأخرج ابن جرير عن عطاء - رضي الله عنه - وابن أبي مليكة. أن رسول الله ﷺ قال لعمر :« يا عمر، أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه؟ ».
وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي وابن مردويه، عن جابر - رضي الله عنه - سمعت رسول الله ﷺ يقول « يا علي، الناس من شجر شتى، وأنا وأنت يا علي، من شجرة واحدة » ثم قرأ النبي ﷺ ﴿ وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان ﴾.
وأخرج الحاكم وصححه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي ﷺ، أنه قرأ ﴿ ونفضل بعضها على بعض ﴾ بالنون.


الصفحة التالية
Icon